الجمعة، 2 مارس 2012

سوق الفراء في عمان يواكب موديلات العصر


عمون - (بترا) - تشهد أسواق صناعة الفراء في عمان وغيرها من المدن إقبالا متزايدا منذ بداية فصل الشتاء ،و بدأ الطلب عليها ملحا بشكل ملحوظ في بداية كانون الاول مما دعا أصحاب المهنة في زيادة الإنتاج لطرحها في الاسواق الاردنية لتلبية احتياجات الزبائن.
وتمكن اصحاب هذه الحرفة بفضل التقانة الحديثة من إعادة حرفة "الفرواتي " ، وصناعة البسط والحرف التقليدية السياحية التي كانت مهددة بالانقراض في عمان والمحافظات الأخرى لتدخل ثقافة العيب ورحيل جيل الآباء والأجداد الذين لم ينقلوا أسرار المهنة إلى أبنائهم .

وعلى الرغم من انحسار هذه المهن جراء الصناعات المتطورة للنسيج والأقمشة والفرو والجلود الصناعية ، إلا أن عددا من الأردنيين باتوا يطلبونها ويبحث في أسواقها عن الموديلات التي تناسب إيقاع العصر ، ويعود ثانية الى مكان الصدارة في السوق المحلي .
ويبين الفرواتي أنور دعنا "أبو رامي" بأنه قد اكتسب هذه المهنة عن والده الفرواتي الذي كان يعشق مهنته ويفضلها عن أي شيء آخر وعندما تغيرت أحوال الزبائن وتبدلت أذواقهم أخذنا نقدم لهم ما يناسبهم من موديلات تحاكي لغة العصر وطبيعته.
ويقول دعنا أن مهنتي الأصلية هي "الفرواتي" أي تصنيع جلود الأغنام إلى قطع يستفيد منها الآخرون، وكون محلي في قلب العاصمة بدأت أطور التراث في تعدد مجالات الصنعة منها الكم الطويل التي تسمى فروة راعي الغنم ذات الصوف الطويل ، والفروة ذات الشعر المتوسط ، وهي لباس عامة الناس ، والفروة ذات الصوف الناعم القصير التي تصنع من فراء الخرفان الصغيرة أو ما يسمى جلد" الطلي "، وكذلك الابطية أو الصدرية.
ويوضح أن طريقة التنظيف التقليدية للجلود الطبيعية تبدأ بغسلها بالماء والملح ومادة "الشبة"، ونستعمل مادة "الشبة" من أجل تنشيف الجلد والملح نستخدمه من أجل تنظيفه من الرائحة المنفرة التي تصدر عن الجلود عادة، ولا بد من ذكر أن دباغة الجلود القديمة تتم بمادة "الشبة" والملح بينما الدباغة الحديثة تتم على طريقة "الكروم" وهي طريقة أوروبية.

ويضيف دعنا ، بدأت عملي مع والدي رحمه الله في صناعة الفروات العربية القديمة من الجلد الطبيعي ثم أصبحنا اليوم نصنع من الجلد الصناعي وبعضها من جلد الثعلب أو جلد الغزال وتطول المدة الزمنية في تجهيز القطعة الواحدة من فصل الى فصل .
ويوضح بأنه واجهته تحديات كثيرة في حرفته منها تبدل اذواق الزبائن ونقص المواد الخام من الاقمشة والجلود مما كاد ان يسبب انقراض للمهنة وان يؤدي إلى زوالها خاصة مع الألفية الثالثة وتغير متطلبات العصر, إلا انه استطاع التغلب عليها بالبحث عن موديلات حديثة تواكب ما بين الأصالة والمعاصرة كذالك طرحها بأسعار تتناسب مع دخل الفرد وطبيعة عمله .
ويقول المواطن قاسم العمر بانه يفضل ارتداء الفروة على اي نوع اخر من الالبسة في فصل الشتاء خاصة وانها تذكره برحمة والده التي كانت من الازياء التي يرتديها في الشتاء وفي المناسبات والاعياد والافراح مبينا ان العودة الى هذه الازياء تساهم في المحافظة على الهوية والتراث .
وتدعو الحاجة كاملة الخليل الحرفيين في مهنة الفراء بالعمل على طرح موديلات حديثة وتطوير الفن التراثي ليتوافق مع روح العصر ومتطلباته وتقول بانها لا تزال تفصل الدامر المصنوع من الفراء الطبيعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com