الاثنين، 5 مارس 2012

الخروج عن النمطية والتفاؤل طريق للسعادة


عمان – نتساءل أحيانا هل يمكن التدرب على تحقيق السعادة، وما هي اساليب ذلك، بخاصة في الظروف والحالات الصعبة التي قد تسبب للانسان الالم أو القلق.
تقول المدربة في أحد المراكز المعنية بكيفية تحقيق السعادة زافرة اللبدي ان السعادة الحقيقية هي أكثر من مجرد شعور أو حالة مزاجية طيبة عابرة، بل حالة ذهنية ونفسية وعاطفية وفسيولوجية، وهي درجة أعلى من الوعي قابلة للقياس وتتميز بنشاط في الدماغ وانتظام في ضربات القلب وزيادة في الناقلات العصبية المرتبطة بالرفاه والسعادة.
وتعمل اللبدي في مركز متخصص يعقد ورشات تدريبية تساعد من خلالها الافراد على تطبيق مبادئ السعادة في حياتهم اليومية، وتعلمهم كيفية تحديد اهداف ذات مغزى بناء على رغبة حقيقية نابعة من القلب ونقاط قوة وقيم مهمة في حياتهم تشمل العقل والجسد والروح.
وتضيف انه ووفقا لعلماء النفس الايجابي فإن السعادة تتمثل بثلاثة انواع، هي الحياة الممتعة التي تتحقق عن طريق معرفة ما هي النشاطات التي تجعل الانسان سعيدا وحثه على المشاركة فيها قدر المستطاع، والحياة الجيدة التي تركز على نقاط القوة لدى الشخص واستخدامها في خدمة المجتمع، وأن تكون للانسان رسالة في حياته ليحقق السعادة الروحية باظهار السلام مع النفس ومع الآخرين.
وتضيف انه يمكن للانسان أن يتعلم الأسس السليمة التي من شأنها تحقيق السعادة التي تكمن قمتها في عمل ما نحب، "واذا أردت ان تكون سعيدا فاتخذ القرار الحازم لتحقيق ذلك، فالتغيير يبدأ من داخل الانسان نفسه" كما تقول.
استاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور مجد الدين خمش يقول ان السعادة مؤشر على تقدم الحياة، مشيرا إلى أنه في احدى مناطق التبت يقاس مستوى السعادة عند شعبها سنويا لقياس مدى التقدم الذي حصل في مختلف مجالات الحياة.
ويضيف ان ابرز مصادر السعادة هو العيش ضمن علاقات اسرية جيدة، وتحقيق النجاح والتقدم سواء في العمل او الدراسة، وأن ‏السعادة‏ ‏هي‏ ‏اختيار‏ ‏شخصي‏، داعيا الى تفعيل هذا الخيار بتعلم‏ ‏كيف‏ ‏تفهم‏ ‏نفسك‏ ‏وكيف‏ ‏تحدد‏ ‏أهدافك‏ ‏بما‏ ‏يسعدك‏ ‏أنت‏، ‏وكيف‏ ‏تشاطر‏ ‏هذه‏ ‏السعادة‏ ‏مع‏ ‏غيرك‏ ‏فتنعكس‏ ‏عليك‏ ‏بدورها‏.
‏ ويقول الدكتور خمش ان التدرب على السعادة مرتبط بالبرمجة العصبية اللغوية حيث اصبح من الممكن عند ترديد جمل وكلمات معينة ان يشحن الانسان نفسه بطاقة من التفاؤل والمشاعر الايجابية وبالتالي تتغير نظرته الى الامور.
وبالعودة الى اللبدي تشير الى ان 95 بالمائة من الامراض سببها التوتر والمشاعر السلبية كالبغضاء والحقد، موضحة ان الانسان عندما يشعر بالتوتر فان العقل غير الواعي يغلق الدم عن العقل الواعي وعن الاعضاء الحيوية في الجسم ويبدأ بافراز هرمونات الكورتيزن وارسال الدم الى اليدين والرجلين لتحقيق معنى الدفاع او الهرب.
وتشير كذلك الى ان الدماغ يعتبر افضل صيدلية في العالم، فعندما يكون الانسان سعيدا فان الدماغ يفرز هرمونات او ناقلات عصبية تنتقل الى كل خلايا الجسم وترفع من كفاءتها.
وعن كيفية تحقيق السعادة مع وجود المرض تقول: من الضروري ان لا يستمر المريض بنفس النمط في الحياة الذي اعتاد عليه قبل اكتشاف مرضه داعية الى البحث عن الاسباب غير العضوية التي اسهمت في احداث المرض كالمشاعر السلبية.
وتوضح ان علم السعادة او علم النفس الايجابي، حديث نسبيا بُدىء بتدريسه في اعرق الجامعات الاميركية مطلع القرن الحالي مع ان جذوره تعود الى زمن ارسطو وهو علم معني بالدراسة العلمية لمكامن القوة والفضائل التي تمكن الافراد والمجتمعات من الازدهار موضحة انه حقل غني وفي نمو مستمر، ويتفق تماما مع التدريب الشخصي حيث يفترض كلاهما ان الناس في الاصل اصحاء ومبتكرين ولديهم دوافع للنمو.
وتشير الى عدة محددات للسعادة مثل الجينات الموروثة والظروف والخيارات الطوعية التي تمثل الافكار والمشاعر والافعال.
وتوضح ان للسعادة فوائد عظيمة اذا استطاع الانسان تحقيقها، وان دراسات علمية اثبتت ان الناس السعداء يتمتعون بصحة افضل ويعيشون فترة اطول وعلاقاتهم افضل وهم اكثر نجاحا في الحياة ويكسبون أكثر، وهم أكثر انتاجية في العمل واقل احتمالا للغياب او الاستقالة من وظائفهم بسبب المرض ويسهمون في رفع درجة الوعي الجماعي وبناء السلام العالمي.
ومن أجل حياة اكثر سعادة تنصح اللبدي بممارسة أي نشاط جسدي يحبه الفرد مثل المشي بشكل منتظم يوميا وتناول غذاء صحي متوازن والابتعاد عن الوجبات السريعة والمشروبات غير الطبيعية والاقلال من السكر والحلويات والابتعاد عن التدخين والكحول والاقلال من الكافيين.
وتنصح بالتعود على الشكر والامتنان لكل شيء في الحياة والتفاؤل دائما باعتباره يزيد من قدرة الانسان على حل المشكلات والاستمتاع بالوقت الحاضر والابتسام، والضحك لانه خير دواء والاقلال من مشاهدة التلفاز خاصة الاخبار والبرامج التي تحتوي على عنف وتثير مشاعر الحزن خصوصا ساعات الصباح وقبيل النوم.
وتقول ان السعادة هي أكبر من مجرد الانبساط، وان (الفرفشة) شيء مؤقت موضحة انه تم تصنيف السعادة حسب علم النفس الايجابي الى ثلاثة مستويات؛ الاول: الانبساط، لكنه مؤقت ويعتمد على الاشياء الخارجية وبمجرد تحقيق الهدف يعتاد الانسان عليه والثاني: الموهبة الطبيعية التي منحنا اياها الله عز وجل لاستغلالها في جلب الخير للآخرين والتي تمنحنا طاقة ايجابية وهذا ما يطلق عليه الحياة الجيدة، والثالث بالسعادة الروحية، فعندما نصل الى مرحلة نميز فيها رسالتنا في الحياة نكون قد وصلنا الى مرحلة متقدمة لهدفنا في الحياة، بخدمة الانسانية مثلا.
وتؤكد أن أي سعادة لا تكتمل الا عندما نساعد الآخرين وان المتلقي للمساعدة يشعر بالسعادة كمن يقدمها مبينة ان الشخص السعيد يؤثر على اصحابه ومن ثم اصحابهم، فهي كالعدوى الايجابية التي ترفع معنويات الآخرين وتؤثر بهم وتمنحهم طاقة ايجابية، فمن يعمل على رفع الوعي الجماعي تتحقق له السعادة. وتشير الى بعض الاغذية التي تسهم في تحقيق السعادة مثل الشوكلاته الطبيعية الخالية من السكر والزبدة والحليب، اذ تحفز الدماغ على افراز ( سيرتونن) احد الهرمونات التي تشعرنا بالسعادة مبينة ان كل غذاء صحي عضوي كامل غير معالج خال من المواد الكيماوية والسكر بعيد عن اللحوم، يسهم بتحقيق الشعور بالسعادة .- (بترا - من وفاء مطالقه )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com