الأحد، 4 مارس 2012

الالتهابات الفطرية: الأسباب والعلاج


عمان - تعد الالتهابات الفطرية إحدى المشاكل التي تواجه العديد من الأشخاص والتي يمر بها المعظم حتى ولو لمرة واحدة. ولكن ما نلاحظه بهذا الخصوص هو غياب المعلومات المتعلقة بالالتهابات الفطرية، وفيما يلي بعض المعلومات والتفصيلات المهمة المتعلقة بذلك.
ما هو الالتهاب الفطري؟
عادة ما يخطر لنا عند السماع بالالتهابات الفطرية ظهور بقع بنية أو بيضاء على الجلد، ولكن ليست جميع الالتهابات الفطرية واحدة ولا تتسب بظهور الأعراض نفسها. إنما من المهم أن نعلم أن للفطريات التي قد تصيب الإنسان أنواع عدة وتختلف أعراض الإصابة وأماكنها باختلاف نوع الفطر المسبب لها ومنها.
1 - القوباء (ringworm): أحد أكثر أنواع الالتهابات الفطرية شيوعاً إذ قد يصيب هذا النوع مناطق الجسم كافة، ومن الأمثلة على المناطق الأكثر تعرضاً للإصابة بهذا النوع من الفطريات: الأقدام ويطلق عليه ما يعرف بفطر القدم الرياضي كما قد يصيب الأظافر، وفروة الرأس والأعضاء التناسلية.
وتنتشر الإصابة بهذا النوع من الفطريات في الأجواء الحارة والدافئة وفي مناطق الجسم الرطبة التي لا تتعرض لتهوية كافية. ومن المهم التنبيه على أن هذا النوع من الفطريات ينتشر بسهولة من الشخص المصاب عن طريق ملامسة المناطق المصابة وفي حالة قدم الرياضي يكفي المشي حافي القدمين في المناطق العامة الرطبة مثل؛ الغرف العمومية لتغيير الملابس وعلى أرض المسابح العامة وفي النوادي والتجمعات أو المشاركة في استخدام الأحذية والجوارب الخاصة بمريض مصاب بفطريات القدم. 
ويظهر هذا النوع من الالتهابات الفطرية على شكل قشور على الجلد تتراوح بشدتها فقد تكون بسيطة وقد تكون شديدة وفي بعض الأحيان تكون مؤلمة. وأما عن طرق العلاج فإنها تختلف من شخص إلى آخر، وعند معرفة العوامل التي أدت للإصابة بالفطريات يسهل العلاج، وأولى الخطوات تكون بالحرص على التنظيف اليومي للقدم والأصابع لأن ذلك يقلل الآلام ويمنع تطور الالتهاب. 
وبالتأكيد من الضروري استخدام علاجات للفطريات والتي تعمل بشكل مباشر على إبطاء وإيقاف نمو الفطريات، وهذا العلاج غالبا لا يحتاج لوصفة طبية، ويمكن استخدام العلاجات المضادة للفطريات المتوفرة على شكل مراهم أو بخاخات في الصيدليات، حيث يدهن مكان الإصابة بين الأصابع حسب التعليمات، كذلك ترش في الحذاء، ومن الضروري المداومة على استعمال الدواء لمدة أسبوعين لإيقاف نمو فطريات القدم. وفي حال استمرت الأعراض بالظهور لا بد من استشارة الطبيب المختص.
2 - التهابات الفطريات الخمائرية (yeast infection): هذا النوع من الفطريات يتواجد بشكل طبيعي في جسمنا في عدة أماكن مثل؛ الفم، والجهاز الهضمي وبشكل أساسي يتواجد في عنق الرحم ولكن وتحت ظروف معينة قد تزيد نسبة هذه الفطريات مما يسبب التهابات في الأنسجة الرطبة وحتى بين ثنيات الجلد.
ومن أكثر الأمثلة الشائعة على هذا النوع من الالتهابات الفطرية، الالتهابات المهبلية لدى السيدات والتي تحدث عادة كنتيجة للاختلال في اتزان بيئة المهبل مما يسبب انخفاض البكتيريا الطبيعية وارتفاع بمعدل الفطر الخمائري ومن الأسباب التي تساهم بهذا الاختلال:
• استخدام المضادات الحيوية. 
• حبوب منع الحمل. 
• استخدام الدش المهبلي بدون استشارة طبية.  
• بخاخات التنظيف الشخصي ذوات الروائح العطرية. 
• المراهم الموضعية المضادة للميكروبات. 
• الملابس الداخلية الضيقة غير القطنية.
• الاضطرابات المعوية كالاسهال.
في حين أن الالتهابات المهبلية تسبب الضيق وعدم الراحة، فإن أغلبها لا يشكل خطورة على صحتك، ومع ذلك فإذا لم تعالج فإن قليلا منها يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة.
كيف نتعامل 
مع الالتهابات الفطرية ؟
- اغسل الجزء المصاب بالفطر يوميا بالماء والصابون، وقد يكون ذلك كافياً لتحقيق الشفاء.
- حاول إبقاء الأجزاء المصابة مكشوفة للهواء والشمس، واحرص على تبديل الثياب الداخلية أو الجوارب بكثرة كلما أمكن، وخصوصاً عند التعرق، ويفضل تجنّب الثياب المصنوعة من النايلون واستبدالها بملابس قطنية.
 - ضرورة الفحص الطبي الدوري على التلاميذ، في دور الحضانة والمدارس لتشخيص المرض في بدايته وعلاجه.
- تجنب الاختلاط المباشر مع المرضى، وعدم استعمال ملابسهم أو أدواتهم الخاصة. مع مراعاة القواعد الصحية خاصة في الأماكن التي تكثر فيها الاختلاط مثل: المدارس الداخلية، الفنادق، معسكرات الرياضيين، معسكرات الجنود.. إلخ.
- ضرورة فحص الحيوانات المنزلية الأليفة، وخاصة القطط والكلاب والطيور والماشية وعلاج المريض منها أو التخلص منها. وذلك لأن الفطريات تفضل الحيوانات ذات الفراء أو الشعر، ومنها تنتقل إلى الإنسان.
 - تجنب ارتداء القفازات والجوارب المصنوعة من النايلون واستخدام الجوارب القطنية، لقدرتها على امتصاص العرق وسهولة تعقيمها بالغلي. كما يجب عدم ارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من النايلون خاصة السيدات، حيث لا يمكن غلي هذه الملابس، ومن ثم فهي تعوق الشفاء في حالة الإصابة، فضلاً عن أنها تساعد على زيادة حرارة الجسم وإفراز العرق وزيادة الالتهاب الفطري.
 -  يجب تجفيف الأقدام جيداً بعد كل حمام أو غسيل أو وضوء، مع الاهتمام بتجفيف ما بين الأصابع جيداً.
ومن المهم ان ننبه إلى ضرورة الحرص وأخذ الحيطة والحذر بمجرد تشخيص أي من أفراد العائلة بأي من الالتهابات الفطرية والاستفسار عن آلية انتقاله والعدوى لغير المصابين للوقاية وحماية أفراد الأسرة من العدوى.
غادة سلامة
دكتورة صيدلانية
مركز فارمسي1 للتدريب
 والمعلومات الدوائية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com