الخميس، 8 مارس 2012

اكرام الزعبي تقترح إقامة " متحف للفساد" في الاردن


عمون - خاص - كتبت - إكرام الزعبي - رأيتُ قصراً في" دابوق " يعود لأحد المتنفذين السابقين .فخطرت لي فكرة إقامة متحف للفساد في أحد قصور الذين تم –أو سيتم- القبض عليهم ممن سرقوا أموال الشعب . القصرالذي أشير اليه – معمارياً- بشع للغاية ! ولايصلح لأن يكون متحفاً ؛ إذ أن المتاحف تمتاز بكونها مبانٍ جميلة ، أو عريقة جداً ،أو تعود لأحد العظماء. لكن متحف الفساد الذي أقترح إقامته لا بأس لو كان بشعاً كالفكرة التي يُمثّلُها، فيصبح مع الوقت مكاناً لإخافة الصغار ؛ حتى يرتبط عندهم الفساد بالرعب بالبشاعة.وسنكون أول بلد في العالم يقيم متحفاً للفساد؛ لأننا باتجاه القضاء على الفساد وإلى الأبد .

مقتنيات هذا المتحف – ما دمنا نتخيّل – ينبغي أن تكون مكوّنة مما يقتني الفاسدين : صورهم أثناء أداء الوظيفة العامة وهم مبتسمون كالأبطال ،في حين أنها ابتسامة الضواري وهي تفترس ضحيتها. الهدايا التي تلقوها كرشاوى لتمرير مصالح محاسيبهم على حساب المواطنين . محافظ نقودهم التي ترمز إلى ما كانوا يكسبون من المال مُستفيدين من وجودهم في الخدمة العامة .وساعات الرولكس المرصّعة بالألماس التي لا نحسدهم عليها ، ولكن لتذكير الناس بالوقت الذي أضاعوه من عمر وظائفهم في جمع المال .

لا بأس من عرض تذاكر الطيران التي استخدمتها الزوجات للسفر من أجل تجميل أنف أو شفط دهن ، كما ويستحسن أن يدرج معها تذاكر سفر المرافقين والمرافقات لتلك العمليات "الخطيرة" .في الوقت الذي يموت بعض الفقراء من المبدعين بأمراضهم المزمنة ، وبلا أي تأمين صحّي. قواشين الأرض ستزيّن جدران المتحف ؛ بالإضافة الى صور المزارع التي اشتروها من "حُر مال الشعب " هذا المال الذي كان يضيق عن إنشاء حديقة عامة كمُتنفّس للأحياء الفقيرة ، ويتّسع ليشمل جبال بأكملها تم "تطويبها" بأسمائهم بعمان وخارجها .

لست أعرف ما هو الفارق الحقيقي بين المال الكثير والمال المتوسط ! بمعنى :هل يستطيع الغني أن يتغدّى مرتين ؟ أو يلبس بدلتين أو فستانين ؟ هل البيت المُقام على عشرة دونمات يؤمن السعادة أكثر من البيت المُقام على دونم واحد او إثنين ؟ هل المليون الأول في الحساب البنكي يختلف عن المليون التاسع؟ بماذا يختلف ؟ هل شراء ثلاث سيارات للإبن يشتري طاعته ؟ 

إقامة متحف للفساد هو خطوة تشبه صنع تمثال لمن يموت كي لا ننساه ، ولكن هذا لا يعني أننا سنذكره بالخير.... أبداً 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com