الأحد، 18 مارس 2012

اضطرابات الدورة الشهرية ..الاسباب وسبل العلاج !

صورة

د. سميح خوري - مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
ان التحكم بالطبيعة السوّية للدورة الشهرية معقد للغاية، فهناك عوامل هرمونية وعصبية تلعب في حدوثها الدور الاهم دون شك. والجهاز التناسلي شديد الارتباط بهذه العوامل.
والدورة الشهرية ؛هي العملية التي تحضر المرأة للحمل مرة كل شهر عندما تزداد سماكة الرحم وتصبح جاهزة لاستقبال البويضة الملقحة، فاذا لم يحدث الحمل تنتهي الدورة بانسلاخ بطانة الرحم وخروجها مع كمية من الدم ،وذلك لعدة ايام يُطلق عليها اسم العادة الشهرية او فترة الحيض.
 وبعد انتهاء فترة الحيض تتكون بطانة جديدة للرحم تزداد سماكتها لتبدأ الدورة الشهرية من جديد.
تختلف مدة الدورة من امرأة الى اخرى, وتعتبر الدورة طبيعية اذا جاءت كل واحد وعشرين او خمسة وثلاثين يوما.
لا تنتبه المرأة الى دورتها الشهرية الا اثناء الحيض, حيث تراقب خروج الدم وانتظامه, وقد يرافق الحيض بعض الالم. لكن الكثير من التغييرات غير المحسوسة ترافق الدورة الشهرية باكملها.يحدث اهم امر في الدورة في منتصفها, أي بعد حوالي اربعة عشر يوما من بدئها. هذا الحدث هو الاباضة, حيث تخرج بويضة جديدة من احد المبيضين لتعلق في الفتحة ذات الشكل المخروطي لقناة فالوب وخلال رحلة البويضة, تحدث تغييرات جسمانية لطيفة تتهيء المرأة للحمل.
تبدأ الدورة الشهرية كل شهر باشارة من الغدة النخامية. تنتج هذه الغدة التي تشبه حبة البازيلاء هرمونين: الهرمون المحفز لنضوج الجريب المبيضي Follicle Stimulating hormone الذي يختصر بـ(FSH) والهرمون المتحكم بالكتلة الصفراء (الجسم الاصفر) (LH): Luteinsnng hormone يحفز الهرمون الاول (FSH) المبيض لينتج بويضة ناضجة. واستجابة لهذا الهرمون يفرز المبيض الهرمون الانثوي المعروف بالاستروجين وهو الهرمون الذي ينظم النصف الاول من الدورة الشهرية ويعمل على زيادة سماكة بطانة الرحم وتحضيرها لتعشيش البويضة الملقحة, وما يصل ان يصل الاستروجين الى اعلى مستوى له في الدم حتى يطلق المبيض البويضة الناضجة من الجريب الصغير الذي يضمها, ويحدث ذلك في اليوم الرابع عشر من الدورة الشهرية, وهو اليوم الذي تتوقف فيه الغدة النخامية عن انتاج هرمون (FSH) لتبدأ بانتاج هرمون الـ (LH).
في هذه المرحلة يتبع الجريب الفارغ الموجود على سطح المبيض نمطا مستقلا فيتحول الى ما يسمى الجسم الاصفر الذي يفرز هرمونا جنسيا هو البروجيسترون. يعمل البروجيسترون على زيادة سماكة بطانة الرحم اكثر فاكثر, واذا لم تلقح البويضة, يتضاءل حجم الجسم الاصفر حوالي اليوم الثاني والعشرين من الدورة الشهرية حيث يهبط البروجيسترون في الدم. وتنسلخ بطانة الرحم حوالي اليوم الثامن والعشرين من بداية الدورة الشهرية.
تصنف الاضطرابات الطمثية حسبت اختلاف حدوثها وباختلاف كمية الدم النازف اثناءها. ومن اكثر اصناف اضطرابات الدورة الطمثية التي تصادف الطبيب في عيادته هي:
1 – عدم انتظام الدورات الطمثية, مثل: ندرة الطموث, تعدد الطموث.
2 – اضطراب شدة الطمث ومنها: الطمث الخفيف, الطمث الشديد.
3 – النزوف الاضافية في الدورة الطمثية ومنها: النزوف ما قبل الطمث وما بعد الطمث ونزوف منتصف الدورة الشهرية.

 ندرة الطموث
في هذه الحالة لا تتكرر الدورة الطمثية كل اربعة اسابيع, أي حدوث الطموث بفواصل اكثر من 31 يوما, ويعود تطاول الدورة الطمثية الى تطاول فترة نضج جريب المبيض بينما يكون دور الجسم الاصفر طبيعيا, ويعتقد بان تطاول دور نضج الجريب يعود الى توقف في سير نمو الجريب.

تعدد الطموث:
في هذه الحالة تتقارب الدورات الطمثية التي تقل مدتها عن 21 يوما. واسبابها هي ثلاثة: أ – قصر فترة نضج الجريب المبيضي, ب – او قصر فترة الجسم الاصفر, ج – او اذا كانت الدورة الطمثية لا اباضية.

الطمث الخفيف:
هو ذلك الطمث في مواعيده الذي تكون كمية دمه قليلة جدا وينقطع نهائيا بعد ساعات او يوم من بدئه.
اسبابه لم تعرف بعد. لكن نجد غالبا آفات عضوية لبطانة الرحم مرافقة له, كما يُعزى السبب ايضا الى تجريب عنيف لبطانة الرحم ادى الى تخريب في الغشاء المخاطي لباطن الرحم. كذلك يحدث الطمث الخفيف في بداية سن الاياس او نتيجة لاسباب نفسية, وفي حالات نادرة قد يكون مرافقا لحالات قصور المبيض.

الطمث الشديد:
-    هو زيادة كمية الدم النازف اثناء الطمث عن 150 مل, وقد يكون هذا النزف من الغزارة بحيث يؤدي مع مرور الزمن الى فقر دم يستدعي المعالجة. وتعود 90% من الحالات الى اسباب عضوية كائنة في الاعضاء التناسلية مثل: الاصابة بداء البطان الرحمي او ورم ليفي ما تحت الغشاء المخاطي لباطن الرحم, او خارج الاعضاء التناسلية كارتفاع الضغط الشرياني, او اضطرابات تخثر الدم نتيجة لنقص الصفيحات الدموية. واحيانا يكون السبب راجعا الى خلل هرموني.
-    - النزوف الاضافية في دورة طمثية:
نعني بالنزوف الاضافية كافة النزوف التي تظهر ما بين اليوم 8-28 من ايام الدورة الطمثية. واسبابها هرمونية او عضوية.

الدورة الطمثية الخرساء:
تعتبر الدورة الطمثية الخرساء حالة من حالات انعدام الطمث الرحمي المنشأ اذ يمر الغشاء المخاطي لباطن الرحم بدوري التنمي (النمو) والافراز كما يحدث في الدورة الطمثية الطبيعية, لكن الطمث لا يحدث علما بأن الدورة المبيضية هي دورة طبيعية حيث يتكون جريب البويضة وتحدث إباضة.
 وهناك نساء مصابات بالدورة الطمثية الخرساء حملن مرات متتالية, وكانت ولادتهن طبيعية رغم ان المرأة لم تر طمثا في حياتها. وهذه الحالة نادرة جدا, والسبب الحقيقي لها غير معروف تماما, لكن ربما تكون هناك شروط عصبية, حيث البعض دعاها بفعل العامل المحرك الدموي: Vasomotoric mechanisem.

 تشخيص اضطرابات الدورة الشهرية:
من المهم ان يتعرف الطبيب على القصة او التاريخ المرضي بدقة, خاصة تتابع الدورات الطمثية, وهل هي طبيعية ام مضطربة؟.
 ونوع هذا الاضطراب اذا وجد. ويجري للمرأة فحصا سريريا وفحصا للمعايرات الهرمونية الخاصة بالجهاز التناسلي. واذا لزم الامر اخذ خزعة من الغشاء المبطن للرحم وفحصها خلويا لمعرفة اذا كان الاضطراب ناتجا عن مرض عضوي في الرحم او عن خلل في الميزان الهرموني للانثى.
يعتمد علاج الاضطراب الطمثي على السبب، ففي حال وجود خلل هرموني، تعطى للمرأة العلاج الهرموني المناسب لكل حالة على حدة. والمعالجة الهرمونية لا تطبق الا اذا نفينا وجود كافة الاسباب العضوية والمرضية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com