السبت، 10 مارس 2012

استقبلـــوا الشمــــس بجباهـكــم

صورة

أنس العمريين - من الشائع عند الناس في الأرياف والمدن وصحارى العالم ،كما في الأردن، الاعتقاد باهمية أشعة الشمس(...) وانها ذات فوائد مثيرة ،صيفا وشتاء.
ويجدها البعض متعة ان ينام في الشمس، مثلما يرى آخرون ان التدفئة بأشعة الشمس حد التعرق، يؤدي الى الشفاء التام من أمراض طارئة، مثل أوجاع المعدة الناجم عن «البرد».
وبإسناده عن عمر ابن الخطاب قال : استقبلوا الشمس بجباهكم فإنها حمام العرب، واعلم أن الكراهة مختصة بالجلوس بين الشمس والظل دون الجلوس في الشمس والنوم فيها ، لكن قال ابن الجوزي في طبه : النوم في الشمس في الصيف يحرك الداء الدفين ، والنوم في القمر يحيل الألوان إلى الصفرة ، ويثقل الرأس
وفي التحليل العلمي لهذه الظواهر، يجد مختصون ان موقع البلاد العربي؛القريبة من خط الاستواء يجعل أشعة الشمس تدخل الطبقة الجوية العليا بشكل عمودي ما يجعل أشعتها المسرطنة للبشرة أكثر نفاذاً وخطراً بخمسة أضعاف من تلك التي تسطع في أوروبا وشمال أمريكا. 
نحن لا نتكلم هنا عن حمامات الشمس على الشواطئ فالضرر منها أمر بديهي ولكننا نتكلم عن خمس دقائق هنا وخمس دقائق هناك ما بين الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو قيادة السيارة إلى الدوام أو التسوق. 
في نهاية الأسبوع تتراكم جرعات أشعة الشمس المؤذية، بشكل تدريجي وخفي تماماً كما تتراكم جرعات السعرات الحرارية من الطعام الزائد. 
البشرة مزوده بيولوجيا بالخلايا الصباغية التي تفرز الصباغ أو الميلانين الواقي الشمسي الطبيعي، الذي يقوم بحماية البشرة من أشعة الشمس المسرطنة، لكن إفرازات الصباغ هذا تكون في كثير من الأحيان غير متجانسة ما يؤدي إلى تشكل البقع. 
من الضروري إذا تفادي التعرض إلى أشعة الشمس والتي تكون أكثر أذية ما بين الساعة الثامنة صباحاً والساعة الخامسة مساء... فالوقت المفضل للتعرض للشمس هو عندما يكون خيال الإنسان أطول من طوله (قبل الثامنة صباحاً وبعد الخامسة والنصف مساء. 
التعرض لأشعة الشمس المباشرة التي تحتوي على الأشعة فوق البنفسجية يسبب ألاما شديدة في العين أو حرقا للجلد أو سرطان الجلد، كما أن هذه الاشعة تسبب دمارا للنباتات التي تحافظ على طبقة الأوزون.
أما عن فوائد صحية لأشعة الشمس، فأن كل الأطباء في أوائل القرن الماضي، يصفون أشعة الشمس للوقاية من كساح الأطفال، والأمراض الأخرى، التي تتضمن تشوهات في العظام، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن أشعة الشمس تساعد على مكافحة هشاشة العظام، التي تعود في جزء منها إلى نقص في الفيتامين ( د ) الناتج عن أشعة الشمس، الذي يعمل على المساعدة في الحفاظ على مستويات الكالسيوم والفوسفات في الدم.
و تقلل الشمس ، أيضا من خطر الإصابة بسرطان الثدي والقولون، ويعتقد البحّاثة أن فيتامين ( د ) يكبح نمو الخلايا السرطانية، داخل الأعضاء المذكورة.
وبدأ البحّاثة مؤخرا في دراسة النظرية القائلة، إن الفيتامين ( د ) يخفف من خطر الإصابة بمرض السكري، وكانت دراسة أجريت على الأطفال الفنلنديين، نشرت في مجلة لانسيت، قد أظهرت أن إعطاء الأطفال يوميا جرعة إضافية من الفيتامين ( د ) خفض بشكل ملحوظ خطر إصابتهم بالسكري.
وحين يكون النهار قصيرا في فصلي الخريف والشتاء، يعاني شخص بين كل أربعة أشخاص بشكل خفيف، من الاكتئاب الموسمي، ويعتقد الخبراء أن انخفاض نسبة ضوء الشمس، في الفصلين المذكورين تؤدي إلى اضطراب في إنتاج هرمون الميلاتونين في أجسامنا، في مجرى الدم أثناء النهار بدلا من الليل، حين يتوجب إفرازه.
وتكون النتيجة أن تشعر بالتعب أثناء النهار، وبغياب الكمية الصحيحة من الميلاتونين، فإننا يمكن أن نشعر ببعض أعراض الاكتئاب الموسمي، مثل ضعف التركيز، وانخفاض الرغبة الحسية.
أن التعرّض المعتدل لهذه الأشعة، يعطي فوائد لا يمكن التفريط بها،
 فأغلب الواقيات الشمسية لها خطر معروف، اذ هي مواد كيميائية تم تصنيعها للاستخدام في أوروبا أو شمال أمريكا ولم تصنع لحرارة الجو المرتفعة جداً في السعودية والخليج وغالبية دول حوض المتوسط، هذه المستحضرات سرعان ما تفقد فعاليتها لدى تركها في السيارة أو على الشواطئ أو في الحمام أو حقيبة اليد .
إن خطر الشمس يصيب بشرة الأطفال خاصة الحساسة منها، وهو كالقنبلة الموقوتة التي ستنفجر بعد ثلاثين عاماً بآثارها المضرة كالسرطان وترهل الجلد الغليظ .
ومن الضروري تفادي وضع الواقيات الشمسية الكيميائية على مساحات واسعة من جسم الطفل الحساس (لا أحد يعرف سلامتها على المدى الطويل) والاعتماد بدلاً من ذلك على تفادي الشمس من الساعة 8 إلى الساعة 5 واستعمال القبعات والملابس القطنية ذات الكم الطويل لمنح حماية أفضل للطفل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com