الأربعاء، 8 فبراير 2012

تغييب النشاطات اللامنهجية يرهق الطلبة بالمنهاج

سهير بشناق  -  تتشابه معظم المدارس الخاصة في المناهج وخاصة في  اللغة الانجيلزية ,مع فارق بسيط , الا ان هذا الفارق لا يلغي حقيقة ان كثيرين يلحقون ابناءهم بالمدارس الخاصة ليقينهم بان الانجليزية وسوية المنهاج المرتفعة التي تدرس في هذه المدارس  هما (سلاح  علم)  يضع ابناءهم في مراتب التميز باللغة الانجليزية كتابة ومحادثة اضافة الى البيئة المدرسية السليمة التي تسهم في انجاح العملية التربوية والسلوكية عند الطلاب .
وهناك مدارس لا تولي الجانب الابداعي لدى الطالب ادنى اهتمام وتركز فقط على الجوانب الاكاديمية التي ترهق الطالب وتشعره بالملل خاصة لدى الطلاب في المرحلة الاساسية العليا « بعد الصف الثالث ابتدائي « في حين ان مدارس اخرى تركز على هذا الجانب وتستثمر في تنمية شخصية طلابها وتشجيعهم من خلال اكتشاف مواهب عديدة لديهم يتم الاعتناء بها سواء من خلال نشاطات خارجة عن اطار المنهاج او من خلال اشراكهم بمسابقات وتنظيم حصصا اضافية تراعي هذا الجانب .
وتقول ام محمد – ام لثلاث اطفال - : في مدرسة ابنائي لا يوجد نشاطات ترفيهية سوى القليل منها والتي ان رغبنا باشراك ابنائنا بها علينا ان نتحمل تكاليف مادية اضافية مرتفعة .
واضافت : ابنتي تبلغ من العمر 12 عاما وهي تميل الى كتابة القصص وتحب المطالعة بشكل كبير ولديها مكتبة متواضعة لكن نشجعها على موهبتها ونقتني لها الكتب والقصص بشكل مستمر لكنها لا تجد اي تشجيع من قبل مدرستها التي تهتم فقط بالجانب الاكاديمي مشيرة الى انه لا يوجد حصة مطالعة بالمدرسة بالرغم من اهميتها فهي دائمة الشكوى من كثرة الحصص الاكاديمية وعدم الاهتمام بالجوانب الاخرى . 
وتشترك ام قصي بذات الراي فتقول : ابني يبلغ من العمر عشر سنوات وهو متفوق بالمدرسة لكنه لديه موهبة الرسم ومقارنة مع عمره فان الرسومات التي يرسمها جميلة ومعبرة لكنها تحتاج الى الدعم والتحفيز الغائبان عن مدرسته التي تركز على الجوانب الاكاديمية فقط .
مشيرة الى ان هناك مدارس تهتم بهذه الجوانب وتحفز طلابها اضافة الى النشاطات الترفيهية التي تسهم في تنمية مواهب عديدة لدى الطلاب وترغبهم بالمدرسة التي يجب ان لا يقتصر دورها فقط على التعليم فحسب بل ان الجوانب الاخرى في حياة الطالب على قدر كبير من الاهمية . 
وترى ام عمران – ام لطفليين – بان النشاطات اللامنهجية في المدارس على قدر كبير من الاهمية لانها تسهم في تنمية شخصية الطالب وتنمي مواهبه واشارت الى ان الاهتمام بهذه النشاطات وتحفيز الطلاب على الابداع ليست هي وحدها التي تميز مدارس عن اخرى بل الاهتمام بشخصية الطالب واكتشاف نقاط ضعفه كالخجل وعدم القدرة على التواصل مع الاخرين ليس بسبب مرضا ما بل بسبب الخجل وعدم صقل الشخصية .
وترى مرام عزام اخصائية طفولة بان الطفل يحتاج الى الاهتمام بمواهبه التي نادرا ما تاخذ مكانها في شخصية الطفل فهناك اطفال لا يبدون ميولا لامور عديدة كالقراءة او الفن او او كتابة القصص وتقتصر مواهبهم على الجوانب الرياضية فقط .
واضافت : ان تنمية وتحفيز هذه المواهب تعتمد بالدرجة الاولى على الاسرة التي يجب ان تكتشف مواهب ابنائها وتشجعهم على الاستمرار بها وتليها المدرسة التي تلعب دورا هام في تشجيع الطلاب والاستثمار بشخصياتهم بدلا من التركيز على الجوانب الاكاديمية لوحدها . 
واكدت العزام ان اغلب المدارس تقوم في بداية كل فصل بارسال قائمة بالانشطة المتاحة بها وامامها التكلفة المادية التي يترتب على الاسر تحملها في حال رغبتهم بالحاق ابنائهم بهذه الانشطة لكنه لا يوجد من يقيم اتجاهات الطلاب ورغباتهم قبل ذلك ,واضافت : هناك طلاب يلتحقون بهذه الانشطة المحدودة بسبب ان زملائهم داخل الصف يلتحقون بها وليس بسبب ميولهم في ظل عدم وجود تقيم اولي من قبل ادارات المدارس برغبات الطلاب 
واكدت على اهمية تشجيع الطلاب الذين لديهم ميول في المطالعة والكتابة والرسم واصفة هذه المواهب « بالنادرة   « التي يمكن ان تكون عند الطفل والتي ان لم يتم رعايتها سوف تضعف تدريجيا بالرغم من اهميتها وانعكاسها على شخصية الطفل بالمستقبل .  فالطفل الذي يمسك القلم ليكتب قصة والطفلة التي تختار كتابا  بدلا من لعبة في نهاية الامر يحتاجون لان نمسك بايديهم ونشجعهم لانهم يحاولون بناء عالم خاص بهم لكن هناك اسر كثيرة عندما ترى ابناءها يرسمون او يقرأون تعنفهم وتطالبهم بالدراسة لاننا نريد جيلا يخزن معلومات المنهاج ويعود ليدونها في ورقة الامتحان لينسى بعدها كل ما تعلمه وتكون معلوماته العامة متدنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com