الخميس، 2 فبراير 2012

وزن الجسم ومـدى الخصوبـة

تتيانا الكور - لعل ما يشير إليه السند العلمي ،هو ضرورة الحفاظ على وزن صحي والإلتزام بمستوى نشاط بدني متوسط على الأقل خلال اليوم؛ من أجل التمتع بخصوبة صحية لدى كل من المرأة والرجل. ويتأثر واحد من كل ستة أزواج في العقم خلال سنوات الإنجاب حسب ما ورد من إحصاءات عالمية.
ويعتبر مؤشر الكتلة الجسمي الطريقة الأمثل لتحديد مدى صحة وزن الجسم وفقا لتصريح منظمة الصحة العالمية عام 2004 والذي تم إعتماده لغاية الآن. ويتم قياس مؤشر الكتلة الجسمي من خلال قياس الوزن بالكيلوغرام، والطول بالمتر، ثم حساب المؤشر عن طريق قسمة الوزن بالكيلوغرام على الطول بالمتر المربع. ويعرف نقص الوزن بقيمة أقل من 18.5، بينما تشير زيادة الوزن إلى قيمة ما بين 25 و 29.9، وتعرف السمنة بقيمة أعلى من 30. 
ويشكل الوزن الصحي أحد المجالات التي يتفق عليها الباحثون والباحثات سويا فيما يتعلق بالخصوبة إذ أن وجود وزن الجسم ما دون أو ما فوق المعدل الصحي يؤثر سلبا على معدل خصوبة كل من الرجل والمرأة. 
ولعل تأثير الوزن الصحي هو الأكثر لدى النساء إذ يؤثر نقص الوزن الشديد وزيادة الوزن على دورة المرأة الحيضية وعلى الإباضة وبالتالي على قلة خصوبتها. فإذا كانت المرأة نحيلة وناقصة في الوزن، لا ينتج جسمها كمية كافية من هرمون الأستروجين في المبيضين. أما إذا تمتعت المرأة بوزن زائد، فقد يتسبب ذلك في وجود خلايا دهنية كثيرة تنتج بدورها هرمون الأستروجين أكثر من اللازم. ويمكن لطرق التخلص من الوزن التأثير سلبا على التوازن الهرموني ما يقلل بالتالي من خصوبة المرأة.
وتؤثر خياراتنا الغذائية خلال فترة حياتنا على كل من خصوبتنا وفرصتنا على الإنجاب. وبالرغم من إعتقاد العديد منا بأن هنالك أغذية ما يجب تناولها من أجل زيادة معدل الخصوبة وفرصة الإنجاب، تظهر لنا نتائج الأبحاث الحديثة وإجماع السند العلمي عكس ذلك إذ لم تؤثر أغذية معينة على قدرة الرجل أو المرأة الإنجابية على حد سواء. وتعتمد هذه القدرة على عوامل عدة أهمها: نسبة التفاعل الحساس لهرمونات الجسم، نوعية الحيوانات المنوية والبيض، وتوقيت الإباضة.
وتؤكد التوصيات العالمية على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من تناول مكملات غذائية معينة كبعض الفيتامينات والمعادن والأعشاب والتي تدعي تعزيز معدل الخصوبة، فما يتوفر لنا من أدلة علمية حقيقة غير كاف لوصفها، خاصة وأننا لا نستطيع تحديد دورها في التأثير على الأجنة، و تحديد مخاطرها أو منافعها الإضافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com