السبت، 4 فبراير 2012

سر النجاح يكمن بين القناعة والطموح



مروة بني هذيل
عمان- القناعة كنز لا يفنى .. والطموح هو الحلم الذي يوصل إلى كنز النجاح..، لكن لمثل هذه العبارات في القناعة معارضين يجدون أن القناعة عقبة في وجه الطموح، فيما البعض يجد انه يمكن التنعم بمزايا النجاح وامتلاك الكنزين!
العشريني عبد الكريم المومني، الطالب في جامعة اليرموك، لا يجد اختلافا بين المفهومين مفسرا ذلك بانه ينتمي الى أسرة محافظة، ويقيم في بيئة شعبية، وبنفس الوقت يختلط في الجامعة بمختلف الطبقات الاجتماعية، "من خلال قناعاتي أرى أنه من أهم قيم القناعة هي قناعة الانسان بالبيئة التي نشأ منها، وطموحي بأن ارتقي بحياتي إلى مستوى أكثر تحضرا وتطورا.."، حسب ما يقول.
ويعتبر ان حضارة الانسان تكمن في قدرته على التطوير، فالقناعة تكون بالاشياء التي ولد بها الانسان، ولم يكن له يد في وجودها.. مثل شكل الانسان.. بيئته.. قدراته الحقيقية.
ويؤكد ذلك اختصاصي علم الاجتماع الدكتور جمال منصور، بقوله "إن الطموح يكمن في تطوير المهارات والمظاهر الحضارية من علم وعمل ومهارات مكتسبة أو علاقات اجتماعية.. ويكون ايجابياً عندما يكون مبنيا على مبادئ تشمل القناعة ببعض المسلمات الدينية أو الاجتماعية او البيئية، والعمل على تطويرها.. بمعنى عدم استنكار الواقع.. وهذا هو المبدأ الحقيقي الممتد من الاقتناع بالواقع والعمل على تطويره..".
ويرى منصور أنه بالطموح ترسم الأهداف، وتدفع للعمل بإرادة وجهد .. لتصل بالنفس والمجتمع الى مستوى أكثر رقياً.. 
ويلعب اختلاف الأجيال، دورا في ايجاد فروقات بالمفاهيم، حيث يرى الستيني أبومعتصم، بأن الجيل الجديد يفتقد القيم التي تقنعه بهويته العربية، مبيناً بأن هذا الجيل يسير نحو تقليد الغرب دون بناء أساس لشخصيته التي يجب أن تقوم على القيم والمبادئ.
ويرى أنه اذا كان طموح الشباب هو تقليد للغرب، والتخلي عن العادات والتقاليد، فلن يسهم ذلك في بناء المجتمع بشكل ايجابي.
وترى الثلاثينية منال أحمد، أن القناعة بالنسبة لها مرتبطة بالثوابت الدينية والمبادئ، "أما على الصعيد العملي والاجتماعي فالامر قابل للتغيير"، وبهذا يرتبط طموحها في التغيير نحو الافضل وصنع جيل جديد متحضر، مثقف، ناجح، لم يفقد هويته.. من خلال تربية ابنائها.
ومن الناحية الدينية، يبين استاذ الشريعة في الجامعة الاردنية الشيخ محمد سلمان، أن مفهومي القناعة والطموح، يكملان بعضمها، مبيناً ان القناعة ايمان بالذات، وهي أولى خطوات الطموح المرتبط بما لدينا من امكانات، وهي لا تعني الاستسلام الذي يقتل الطموح.. فالطموح فطرة بالإنسان والقرآن والاحاديث النبوية، تحث على الطموح.
السفر وحرية التنقل من دون أي قيود مجتمعية، هو طموح العشرينية لينا التي ترغب بالعمل بإحدى الشركات العالمية مع الزوج الذي تطمح الارتباط به ليلبي رغباتها ويدعم طموحها.
وتقول "قد يكون الطموح أشبه بالحلم.. ولكن من لا حلم له لا هدف له في حياته..أما القناعة فهي أمر مختلف من شخص لآخر.. وبالنسبة لي.. أحيانا تكون القناعة، عائقا أمام تحقيق طموحاتي واحلامي، وذلك في شتى المجالات". 
"القناعة مقبرة الطموح ".. مثل أميركي يقتنع به الثلاثيني زياد المجالي، حتى صار يتغنى به أينما توجه، معتبرا بأنه من الصعب الربط بين القناعة والطموح.
ويفسر ذلك بقوله:"الطموح أمر مختلف تماماً، ولا يحتاج للقناعة، فالطموح هدف مرسوم على الإنسان أن يبلغه، وأن يكون هذا الهدف مخططاً بالواقعية لا هروباً لعالم الخيال، أما القناعة فهو عالم آخر يريح البال يحد احيانا من التوسع في التفكير والتخطيط". 
وللمنظور الصحي تأثير بمفهوم القناعة والطموح، وذلك حسب ما تجده اختصاصية التغذية الدكتورة فرح محمود، معتبرة بأنه من أهم أنواع القناعة هي القناعة بشكل الانسان، وعدم اللجوء لعمليات التجميل غير الضرورية التي تهدف الى تغيير خلق الله تعالى.
وتقول "الطموح بالنسبة لجمالي أن احافظ على صحتي من خلال التغذية المناسبة وممارسة الرياضة بانتظام والبعد عن التدخين.. بهذا اكون مقتنعة مع طموحي بالمحافظة على صحتي".
اختصاصي علم النفس، الدكتور جمال العتوم لا يرى في الطموح عيبا، لكنه يعتبره كارثة تأتي عندما يبذل الإنسان كل جهده، حتى يصل إلى ما يطمح إليه ثم يصاب بالطمع وعدم القناعة، معتبرا أنه في هذه الحالة تتحول الحياة إلى جحيم لان الشخص يصبح ناقما على وضعه وغير راض عما وصل إليه.
ويوجد الكثير من النماذج عن أشخاص أهلكهم الطمع والطموح الزائد على إمكاناتهم، بحسب العتوم، مبينا أن "لكل منّا إمكانات وقدرات معينة.. لا يفضل تعديها".
"الطموح الحميد هو أن يسعى الانسان لتحسين أحواله الاقتصادية أو الاجتماعية، فيبذل ما يستطيع ليكون مؤهلا لتحقيق هذا الطموح بصورة مشروعة، لكن اذا لم يستطع لأسباب خارجة عن ارادته أن يحقق طموحه ينبغي عليه أن يرضى ويقنع بما اختاره الله له.."، وفق العتوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com