السبت، 4 فبراير 2012

السجائر الألكترونية ..جدل المنتج الآمن والأضرار الجانبية



يتصاعد القلق بشأن استخدام السجائر الإلكترونية التي ينبعث منها رذاذ في الهواء يستنشقه المدخن بدلا من دخان التبغ، ويستخدمها الكثير من المدخنين لمساعدتهم على الإقلاع عن هذه العادة.
تحتوي هذه الأجهزة الصغيرة بصورة عامة على بطارية قابلة للشحن، وجهاز رذاذ لتبخير سائل بهدف محاكاة متعة التدخين دون التأثر بأضرارها.
غير أن المخاطر المحتملة التي تنطوي عليها هذه السيجارة ومحتوياتها من السوائل وآثارها الجانبية لم تخضع سوى لعدد قليل من الأبحاث، رغم أن الأصوات المحذرة منها تتعالى يوما بعد يوم مما دفع بعض الدول إلى حظر هذه الأجهزة.
تقول مارتينا “بوتشكه لانجر”، من المركز الألماني لأبحاث السرطان: «يجب أن يتمكن المستهلكون (المدخنون) من الاعتماد على منتج آمن من الناحية الصحية، وذلك أمر غير مؤكد تماما مع السيجارة الإلكترونية»، مضيقة:» يجب تعلم الدروس من أخطاء الماضي عند الترويج لمنتج جديد» .
وتقول لانجر: «تسببت السيجارة العادية في وفاة الملايين على مدار القرن الماضي ، ولم يمكن ليسمح بها أبدا لو أننا علمنا قبل مئة عام بما نعرفه الآن».
لا يزال الوضع القانوني الدقيق للسيجارة الإلكترونية غير واضح، فالعديد من الأطباء الأمريكيين يرون أن هذا الجهاز يساعد على الإقلاع عن التدخين، لكن السلطات الاتحادية المعنية بالصحة في كندا تعارض استخدام الجهاز.
أما المؤسسة البريطانية المسئولة عن أبحاث السرطان «كانسر ريسيرش يو كيه» فتعتبر أن هذه السيجارة أكثر أمانا من السجائر الحقيقية، وربما كانت مفيدة في الإقلاع عن التدخين.
وفي ألمانيا، تتبنى الولايات المختلفة مواقف مختلفة حيال تلك السجائر الاليكترونية.
وتقول لانجر: «ربما بدأت الأمور في التغير هنا.. فالولايات الألمانية تتحدث عن كيفية المضي قدما (في هذا الصدد) بشكل منسق ومتناغم»، مضيفة:» غير أن تجارة السجائر الإلكترونية تزدهر؛ حيث يقوم المستهلكون في الولايات التي تحظر هذه السجائر بطلبها عبر الإنترنت بكل بساطة» .
وتقول باربارا ستيفينز وزيرة الصحة في ولاية نورث راين فيستفاليا، أكبر ولايات ألمانيا من حيث عدد السكان والتى تحظر تلك السجائر: «ليس كل ما هو معروض في الأسواق مصرح به وجري اختباره».
كما ترى ستيفينز أن السوائل التي تحتوي على مستويات معينة من النيكوتين يجب إدراجها ضمن الأدوية ومن ثم فإنها تخضع للشروط الصارمة التى ينص عليها قانون تداول الأدوية .
وتبقى هناك عدة أسئلة تطرح نفسها.. فالسجائر الإلكترونية تحتوي على كميات متنوعة إلى حد كبير من النيكوتين، وهي مادة منبهة و تبعث علي الاسترخاء ويسهل إدمانها للغاية، مع نكهات مثل نكهة الكراميل بالشيكولاتة والعرق سوس.
وتقول الكسندرا فونك «42 عاما»، وهي مستهلكة للسجائر الإلكترونية من دوسلدورف، إنها على دراية بالجدل الدائر حول هذا المنتج.
وأضافت فونك، التي تستخدم الجهاز بغية الإقلاع عن تدخين السجائر العادية: «لا تحتوي السجائر الإلكترونية على كل هذا الكم (الذي تحويه السيجارة العادية) من المواد القذرة... إنها ليست صحية بالتأكيد، لكنها أقل ضررا».
وتستطرد فونك التي تشعر بالغضب من حظر ولاية نورث راين فيستفاليا لهذه السجائر « يكفي أن تلك السجائر الاليكترونية لا ينبعث منها رماد و لا تخلف أعقابا... ملابسك لا تتسخ و لا تثير غضب الآخرين ... ويجدر بنا حظر السجائر العادية أو بيعها فقط من خلال الصيدليات».
ويشدد المنتجون على أن منتجاتهم أقل ضررا بكثير من السجائر العادية، فإن الأطباء الألمان ليسوا متأكدين من ذلك، مستشهدين بدراسة تكشف عن آثارها الضارة على الشعب الهوائية.
ويلقي الأطباء اللوم على مادة «البروبيلين جليكول»، وهو مادة مضادة للتجميد تدخل في تركيب سائل السيجارة الإلكترونية، والتي تشكل 90% من الدخان الذي يستنشقه المدخن.
وتشير لانجر إلى أنه من المحتمل أن تكون السيجارة الإلكترونية إدمانية مثل السيجارة العادية، قائلة:» إنه لا يوجد دليل قوي على أنها تساعد في الإقلاع عن التدخين» .
وعثرت الإدارة الأمريكية للأغذية والأدوية على مواد مسرطنة في سائل السيجارة الإلكترونية مثل «النيتروزامينات»، ولم يتضح بعد إذا كان من المحتمل أن تكون هناك آثار على «المدخنين السلبيين» المحيطين بمدخني السجائر الإلكترونية.
وتحظر النرويج وتركيا وسويسرا استعمال السجائر الإلكترونية ، بل وكذلك الصين التي اخترع فيها هذا المنتج قبل عشرة أعوام.
وتتبنى الدنمارك وكندا والنمسا ضوابط صارمة لاستعمال هذا الجهاز، فيما تحقق المفوضية الأوروبية في آثاره على الصحة في الوقت الذي يواصل فيه انتشاره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com