الخميس، 23 فبراير 2012

علاج الهبات الساخنة لمريضات سرطان الثدي


عمان- بعد علاج سرطان الثدي، تصاب العديد من السيدات بالهبات الساخنة والتعرقات الليلية، حيث تصل نسبة من يصبن بهذين العرضين بناء على ما ذكرته دراسة حديثة إلى 65-85 % من السيدات اللاتي خضعن لعلاج سرطان الثدي، وقد يستمرا لمدة تصل إلى عامين. لكن هذه الدراسة وجدت أن الحصول على شكل معين من العلاج النفسي، أو ما يسمى بالعلاج بالتحدث، يساعد في تلطيفهما لدى بعض المصابات. وهذا طبقا لما وجده باحثون بريطانيون. 
وفي الدراسة الحديثة المذكورة، انخفض هذان العرضان لدى المشاركات اللاتي حصلن على العلاج النفسي المعروف 
بـ "العلاج المعرفي السلوكي" إلى النصف خلال ستة أشهر. وهذا بحسب موقع ‏Reuters.
وعلقت قائدة باحثي هذه الدراسة، البروفيسورة ميرة هنتر من مؤسسة كينج كوليج لندن للطب النفسي، على ذلك بأن الهبات الساخنة والتعرقات الليلية تعدان عرضين مزعجين مسببين للاضطراب ومشاكل النوم، كما وأن علاجهما ليس بالأمر السهل، خصوصا لدى السيدات اللاتي أصبن بسرطان الثدي، ذلك بأنه، لا ينصح باستخدام العلاج بالهرمونات البديلة لهذه الفئة.
وذكرت الباحثة هنتر أن العلاج الجماعي باستخدام أسلوب العلاج المعرفي السلوكي يعد آمنا وفعالا لعلاج الفئة المذكورة من السيدات المصابات بالهبات الساخنة والتعرقات الليلية، وذلك فضلا عما له من فوائد في تحسين المزاج والنوم وتحسين جودة الحياة بشكل عام، إذ إن المشاركات في هذا البحث كن قد سجلن بشكل متكرر جودة منخفضة نسبيا لحياتهن.
وذكر موقعm.medlineplus.com أن البحث المذكور الذي قامت به هنتر وفريقها أجري عبر التقسيم العشوائي لـ 96 امرأة عولجت من سرطان الثدي وأصيبت بالهبات الساخنة والتعرقات الليلية إلى مجموعتين، حيث حصلت المجموعة الأولى على العلاج النفسي المذكور. أما الثانية، فقد حصلت على الرعاية المعتادة لهذين العرضين. وقد أجري هذا التقسيم بشكل عشوائي.
وقد حصلت السيدات الـ 47 اللاتي وضعن في فئة العلاج النفسي على جلسات أسبوعية مدتها 90 دقيقة، وذلك لمدة 6 أسابيع. أما الأخريات، فقد حصلن على الرعاية المعتادة، والتي تضمنت الوصول إلى الممرضات والأطباء المختصين بعلم الأورام، فضلا عن خدمات الدعم.
وتضمنت جلسات العلاج النفسي التثقيف النفسي وتعليم كيفية التنفس بخطوات للاسترخاء، فضلا عن تعليم أساليب سلوكية للسيطرة على الهبات الساخنة والتعرق الليلي.
كما وتم إجراء نقاشات جماعية، وذلك بالإضافة إلى عروض "باوربوينت" وإعطاء المشاركات نشرات ومهام أسبوعية، وقد علمت الفئة المذكورة من السيدات كيفية السيطرة على الضغط الناتج عن الهبات الساخنة والتعرقات الليلية وإيجاد طرق للتقليل مما يرتبط بهما من قلق.
أما عن النتائج، فظهر للباحثين أن من حصلن على العلاج المعرفي السلوكي انخفضت لديهن، وبشكل واضح، عدد الهبات الساخنة، واستمر ذلك لمدة 26 أسبوعا، إذ وصلت نسبة الانخفاض في الأعراض إلى 46 % عند انتهاء الأسابيع التسعة الأولى من بدء الدراسة. أما عند انتهاء الأسابيع الـ 26، فقد وصلت نسبة انخفاض الأعراض إلى 52 %.
أما عن الفئة التي حصلت على الرعاية المعتادة، فقد انخفضت الهبات الساخنة والتعرقات الليلية لدى مشاركاتها بنسبة 
19 % بعد انقضاء تسعة أسابيع من بدء الدراسة، و25 % بعد انقضاء 26 أسبوعا.
وعلقت البروفيسورة هنتر على ذلك بأن العلاج المعرفي السلوكي قد أدى أيضا إلى تحسن ملحوظ في مزاج السيدات اللاتي حصلن عليه وجودة حياتهن. وأضافت أن هذا الأسلوب العلاجي هو أسلوب آمن وفعال.
أما هولي بريجيرسون، والتي تعمل كمديرة في مؤسسة دانا فاربر للسرطان في بوسطن الأميركية، فقد أشارت إلى أنه إن تم عمل نسخة من هذا الأسلوب العلاجي عبر الإنترنت، فإن ذلك سيجعله أكثر مرونة من حيث الوقت والتكلفة، ما يؤدي إلى أن يصل إلى عدد أكبر من السيدات. وأوضحت أن الجمع بين الأسلوب العلاجي المذكور والعلاج الدوائي الذي يستخدم ضد الهبات الساخنة والتعرقات الليلية سوف يؤدي إلى التحسن الأفضل.
ومن الجدير بالذكر، وبحسب بريجيرسون، أن العلاج النفسي المذكور قد يكون فعالا أيضا لدى النساء اللاتي يصبن بالعرضين المذكورين بعد انقطاع الحيض، لكن ذلك يحتاج لإجراء المزيد من الأبحاث للتأكد منه.

ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com