السبت، 11 فبراير 2012

نساء يعشقن الأختلاف ولا يشبهن أحدا



روان المعاني - بالرغم من انفتاح العالم وتطور المجتمعات الا ان هناك كماً من الرواسب التي مازالت عالقة في اذهان الكثيرين والتي يتمسك بها المجتمع من منطلق تلك النظرة الذكورية التي مازالت حاضرة وسائدة رغم اننا نقنع انفسنا بتلاشيها.
الثلاثيني «أبو ماجد» لا ينكر ان بداية زواجه كان يقارن زوجته بوالدته بكل قول او تصرف  لغاية ان احتد النقاش ذات يوم واوقفته زوجته قائلة : «انا لا اشبه سوى نفسي, ولا استطيع ان اكون الا انا» تلك الجملة جعلت «ابو ماجد»  يشعر بالذنب واوقفته قليلا مع نفسه فكيف يطلب من زوجته ان تتصرف مثل والدته وهذا من المستحيل حيث لا يستطيع ان يضع نفسه في ثوب شخص آخر . 
من الطبيعي والمألوف ان نجد ونسمع ونشاهد رجلاً ما يقارن زوجته بأي كان والدته ,شقيقته, او حتى زميلته ، دون الاهتمام بشخصها او الاكتراث لمشاعرها ، بل نرى احياناً ان تلك المقارنة تخرج من نطاق الخصوصية لتظهر امام الملأ ومن ثم احراجها امام الناس خاصة عندما يدار الحديث حول فنانة مشهورة او مذيعة متألقة على احدى الفضائيات ، حيث الاضواء دائما تبهر النظر ولا نهتم للتفاصيل...
اما العشريتنية «وفاء» فروت تجربتها بقولها  :لم يمض على زواجها سنة واحدة وما زالت تتعلم من التجارب والمواقف التي تمر بها لكن زوجها في المقابل بدلا من ان يحفزها على ماتقوم به تجاه هذه المسؤولية الجديدة يقارنها دوماً بأخواته وقريباته حيث يريدها ان تتصرف مثل هذه وان تعمل مثل تلك « هذه المقارنات كانت النزاع الاول في عش الزوجية كما تحدثت وفاء لغاية ان انقذ الاهل المشكلة وتفادوا الخلاف قبل اتساعه .
من جهته يرى دكتور علم النفس خليل ابو زناد: ان سبب هذه المقارنة يعود الى خلفية المجتمع  الذكوري حيث يظن الرجل ويعتقد انه الافهم والانضج ويتعامل مع المراة من منطلق ان خلفيته اوسع و ان عقلها اصغر من عقله فلا مجال لان تقارنه مع غيره ، وهذا يختلف ايضا من رجل الى آخر ويرجع لثقافة الرجل علمه وثقافته والبيئة التي نشأ به والتي لها التاثير الكبير في ذلك .
 من جهتها تضيف «باسمة» ام لطفلين في العقد الاول من عمرهما:  كثير من الرجال بعد فترة من الزواج  يقومون باسقاط تجاربهم مع النساء على زوجاتهم حيث يريدها ان تكون كاملة الصفات وهذا لا يمكن توقعه  لاننا في النهاية بشر والكمال صفة مطلقة لله ، لذلك لا بد ان يتقبل الزوج زوجته وان يكون مؤمن بقناعته عند اختيار شريكته فهي ستكون رفيقة درب وليس يوم .
ويضيف «ابو زناد» : ان البشر بطبيعتهم لا يحبذون المقارنة مهما كان نوعها ، فكيف اذا كانت هذه المقارنة ضد المرأة التي تعرف بحساسيتها للامور وعاطفتها التي تغلبها دوما ، بالطبع لن تحبذ ذلك مهما كانت حتى وان كانت على درجة كبيرة من الثقافة أو إن سائبت تلك المقارنة مع من اقل منها ستشعر ايضاً بالاهانة . 
وترى «ميس خلدون» ان مايصح للزوج لا يصح للمرأة حيث لا تجرؤ المرأة ان تقارن زوجها بغيره حتى وان تربطه به صلة قرابة بل ان هذا الامر مرفوضا على الاطلاق عند بعضهم لما فيه من اهانة وانتقاص للرجولة حسب رأيهم بل على العكس تقع المرأة في موضع شك بكيفية معرفة صفات من تقارنه به سواء من منطلق الغيرة او بحسب ما اعتاد عليه الرجل الشرقي من عادات .
ويرى «ابو زناد «: ان من منطلق السيكولوجية النفسية الانسان بطبعه لديه حب الذات وكل انسان معجب بذاته ولا يرى النقص الذي بداخله وان علم مكامنه لا يحبذ ان يكشفه احد غيره ، لذلك انصح الرجل ان يبتعد عن هذه الطريقة الخاطئة التي يهدف من خلالها لارسال رسالة ما وان يستبدلها بالنصيحة المباشرة لما قد تحدثه تلك المقارنة من حساسية تجاه الغير كما انها تحبط الاخر لاتحفزه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com