السبت، 18 فبراير 2012

وفيات الأطفال العرضية غموض يختلط بالأسباب والأحزان




سهير بشناق - لا مفردات مهما بلغت من الدقة والتعبير ,تواسي أسرة فقدت طفلها أو طفلتها, فيما نطلق عليه «الحوادث العرضية».
وما أكثر ما تتداول الصحف والمواقع هذه الاخبار العرضية بدءا من الغرق, ومرورا بالاختناق,وابتلاع قطع نقدية الى الحادثة المحزنة مؤخرا لطفلة لم تتجاوز ثلاث سنوات سقطت في « الغسالة « أثناء دورانها. 
ولا يحبذ الاخصائيون الاجتماعيون تسمية هذه الحوادث بالعرضية ,لتداخل العناصر والأسباب بين ما هو عرضي وما هو ناجم عن اهمال أو سوء تصرف أو سوء تقدير ,ويؤكدون على ان معظمها ناجم عن اهمال في متابعة الاطفال من قبل ذويهم او من قبل من يشرف على رعايتهم سواء في الحضانات او من قبل الخادمات . ويقول الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي ان الغموض في ظروف وفيات الأطفال المفاجئة وإحتمال أن سببها يتراوح ما بين سبب ذو منشأ طبيعي وسبب مرتبط بإصابة ناتجة عن عنف أو إهمال، يعكس أثار سلبية على الأسرة وقد يعرض افرادها لإتهامات غير حقيقية أو غير مناسبة ويضيف ان هذا الغموض قد يؤدي إلى الإخفاق في إكتشاف الوفيات الناتجة عن العنف والإهمال, مما يسهم في تفاقم الوضع بسبب غياب نظام أو آلية وطنية للتحقق من وفيات الأطفال متعددة المهن القضائية والصحية والإجتماعية.
ويشير جهشان الى ان الغالبية العظمى من وفيات الأطفال الناتجة عن أمراض أو إصابات عرضية أو عنف أو إهمال هي ليست بعشوائية بل يمكن الوقاية منها، وتَقَبُل المفهوم في الثقافة السائدة من أن وفيات الاطفال هي قضاء وقدر مكتوب، هو خطأ يتعارض مع الأدبيات الطبية والعلمية ويشكل إنتهاكا واضحا لحقوق الطفل بالحياة وبالصحة وبالحماية،
وبين جهشان ان وفيات الأطفال الإصابية الناتجة عن حوادث السير والحوادث المنزلية من مثل السقوط والتكهرب والحروق يمكن الوقاية منها بشكل شبه كامل، وكذلك إصابات الأطفال الناتجة عن العنف من الممكن منعها والحد من تفاقمها لافتا الى ان وفيات الأطفال المرضية المفاجئة وما يعرف بوفاة المهد هي أيضا حالات أثبتت الأدبيات الطبيبة أنه يمكن خفض نسبة شيوعها إلى حد كبير.
ويرى اخصائيون اجتماعيون ان رعاية الاطفال ليست بالمهمة السهلة بل تحتاج الى وعي وادراك وحرص على عدم تعريض الطفل لاية مخاطر قد تهدد حياته .واكدوا على ان وفاة الاطفال غرقا او نتيجة ابتلاعهم لاجسام او اختناقهم بالغاز او تناولهم ادوية او مواد تنظيف امور غير مقبولة ناتجة باغلب الحالات عن عدم مراقبة الطفل خاصة في الثلاث سنوات الاولى من عمره واشاروا الى اهمية عدم ترك الاطفال بمفردهم او الانشغال عنهم مما قد يدفهم الى القيام بسلوكيات ضارة بهم ناتجة عن حبهم بالاستطلاع والفضول لاكتشاف ما حولهم .
وشددوا على ان هذه الحوادث تكررت خلال الفترات الماضية بشكل ملحوظ مما يؤكد على اهمية الاعتناء بالاطفال وعدم الاهمال في مراقبتهم خاصة فيما يتعلق بتركهم بمفردهم بالمنزل او بصحبة اشقائهم الذين لم يصلوا لعمر الادراك السليم والتمييز بين الامور الخاطئة والامور الصحيحة .
وتبقى هذه الحوادث مؤلمة باختلاف تفاصيلها فرعاية الاطفال وابعادهم عن كل ما يهدد حياتهم هي مسؤولية الاسرة بالدرجة الاولى فالتسليم بالقضاء والقدر يجب ان لا يقف عائقا بين توفير الرعاية والرقابة السليمة للأطفال كي لا تبقى الاسرة تشعر بالذنب طوال عمرها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com