الاثنين، 6 فبراير 2012

"مكانس القش" تواجه خطر الاندثار

يوسف الشايب

رام الله- تواجه صناعة "مكانس القش" في أسواق الضفة الغربية خطر الاندثار في ظل تطور الصناعات، ووجود بديلتها الكهربائية، إلى جانب اليدوية التي تصنع من المواد البلاستيكية.
ويصر الحاج صبري وفيق الذي يعمل بصناعة "مكانس القش" منذ أكثر من 30 عامًا، على البقاء في هذه المهنة ما دام قادرًا على العمل من أجل توفير قوت أسرته، مشيراً إلى أن هذه المهنة تعد فلكلورا شعبيًا.
وفيق الذي يقطن بلدة روجيب شرق نابلس شمال الضفة الغربية وتعلم المهنة من والده، يشير إلى أن أكثر من 30 ورشة لصناعة مكانس القش كانت توجد في بلدته، أما اليوم فلا يوجد سوى اثنتين. 
ويشرف وفيق الآن على ورشة يعمل بها ثلاثة عمال ينتجون نحو 150 مكنسة يوميًا تسوق محليًا، وعلمها لنحو 30 عاملاً، وهو يعيل أسرته من عائد عمله في ورشته.
ويستخدم وفيق في مهنته هذه أدوات بدائية بسيطة تسمى وفق مسميات المهنة "مسلة وقالب ومجيانة وخيطان"، وكلها أدوات يدوية.
وتعاني صناعة "مكانس القش" كما سواها من الصناعات التقليدية الفلسطينية من التراجع وتقاوم الاندثار أمام منتجات حديثة مستوردة في غالبها من الصين، إلا أن وفيق يصر على التمسك بالصناعة ويعدها جزءًا من حياته اليومية، فهو يرى مهنته هذه مثل أولاده فقد "اعتاد عليها ولا يمكن أن يتركها".
نافذ سليمان وهو من أفضل من يخيط "مكانس القش"، مستخدمًا أدوات العمل التقليدية في فلسطين، وخاصة في مدينة نابلس، يستطيع صناعة 15 مكنسة في الساعة الواحدة، مضيفا "أعمل منذ ما يقارب الـ20 عامًا بهذه المهنة، إلا أنها ليست هي مصدر الدخل الوحيد لي لعدم جدواها الاقتصادية".
ويعيل سليمان عائلة مكونة من ستة أفراد، موضحًا أنه يتم بيع المكنسة الواحدة للتجار بثلاثة شواقل (60 قرشاً)، وفي أفضل الأحيان بأربعة (80 قرشا).
ويشير إلى أنه رغم التطور في الصناعة واستخدام المكانس الحديثة، إلا أن الإقبال ما يزال على حاله على المكانس التقليدية.
ويشتري سليمان مواده الخام من المزارع الفلسطيني الذي يزرع نبتة "الكناس" في سهول الضفة الغربية، ويعمل على تقطيعها وتشكيلها.
من جهة أخرى، يستورد التاجر عوني دويكات، من روجيب، النبات الشبيه بالكناس العربي من الصين ومن دول أخرى لسد النقص في الإنتاج الزراعي الفلسطيني المحلي، لاستخدامه بالصناعة التقليدية في محال البلدة القريبة من نابلس.
"نشتري تقريبًا كل ما يزرع بالأراضي الفلسطينية" يقول دويكات الذي يذهب إلى أن الإنتاج غير كاف كون المزارع الفلسطيني بات يزرع منتجات تدر عليه دخلاً أفضل، ما يدفعنا إلى الاستعانة بالمستورد، ويوضح أن الزراعة المحلية كانت تسد حاجة الصناعة، إلا أنها تتراجع بشكل مستمر.
ويسوق دويكات منتجات محل الحاج وفيق بأسواق الضفة، مشيرًا إلى أنه كان يصدر منتجاته إلى الأردن، إلا أن الاحتلال منع التصدير منذ العام 1990.
صاحب ورشة لصناعة المكانس سابقًا أبوإبراهيم يقول إن المهنة جميلة وممتعة، إلا أنه لا يستطيع أن يعيل عائلة من وراشها، لتدني الدخل المجني منها، بالإضافة إلى منافستها من قبل المكانس البلاستيكية والمستوردة والمكانس الكهربائية داخل المنازل، مضيفا أن المواد الخام باتت قليلة والمشغل بحاجة إلى مواد مستوردة ما يزيد العبء على المصنع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com