الاثنين، 13 فبراير 2012

عيــــد الحــــب والتقليـــد الأعمــــى !

عمار الجنيدي - يتغلغل التقليد الأعمى في العقل العربي ليحاكي تقاليد وثقافة المجتمع الغربي بسلوكياتهم وتصرفاتهم المختلفة وطرائق تفكيرهم الحياتية،حتى غدا هذا التقليد محور الحياة اليومية .
ولم تسلم العادات والتقاليد بكل ما تحمله من ارث ثقافي له قواعده واركانه وضوابطه، ليمتد في تطاوله إلى تقليد وتقديس ما لا يمت لهذا الإرث العظيم بصلة.
وكما في عيد العشاق او عيد الفالانتاين، حيث تتجلى احد مظاهر هذا التقليد الأعمى، فنأخذ بالاحتفال ونغالي وندافع دون أن يدرك احدنا ظروف هذه التداعيات، ولا يعبا بالبحث عن أجوبة لما يدور حوله، فيظل أسيرا للأسئلة لماذا وأين وكيف ومتى؟؟.
فالراهب الشاب : (فالانتاين)، الذي عاش في القرن الثالث الميلادي، لم يخطر بباله انه سيصير إلى أسطورة للازمان القادمة، حين تمرد على قانون الإمبراطور الروماني (كلاوديوس)، والذي اجتهد بدوره فاصدر قانونا يمنع فيه زواج الجنود، لأنه كان يعتقد أن كفاءة الجندي الحربية عند المتزوجين تتضاءل عنها عند غير المتزوجين، وان الزواج يضعف من قدرات الجنود القتالية، ولان الإمبراطورية كلها كانت في حالة حرب طاحنة، اصدر قراره الشهير القاضي بعدم زواج الجنود والشباب الذين لم يلتحقوا بعد بالجندية، فراح الراهب يبرم عقود زواج العشاق سرا، ويدعوهم للمسيحية.
وعندما علم الإمبراطور بالأمر سجنه وعذّبه، ثم عرض عليه أن يعفو عنه مقابل أن يرجع عن مسيحيته وان يدين باليهودية: دين الإمبراطورية، لكنه رفض وقاوم، وعاب على الإمبراطور فشله في اغرائه وثنيه عن دينه.
ولعل ما أثار سخط الإمبراطور على الراهب فالانتاين أن ابنته وقعت في حب الراهب عندما أودعه السجن، وان ابنته المغرومة قد اعتنقت المسيحية أيضا، فأمر بإعدام الراهب في الرابع عشر من شباط عام 270، لتتحول واقعة إعدامه إلى مناسبة عيد يحتفل بها العشاق في الغرب، وسرعان ما انتشرت المناسبة للاحتفال في الشرق بل في العالم كله..
كم نحن بحاجة للحب، وكم نحن بحاجة  لممارسة ثقافة الحب، بقناعاتنا وتقاليدنا وأعرافنا واخلاقنا، لكن التقليد الأعمى ينقل الفرد من حيز الإبداع والابتكار إلى حيز الإتباع والتسليم، محوِّلا إيّاه إلى كائن منبهر بالآخر، مقلِّدا كل ما ينتجه، بكل ما تكرّسه من انغلاق وجمود وتبلُّد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com