السبت، 18 فبراير 2012

اختلاف حول مخاطبة الأبناء بـ «الأنجليزية» في المنزل..!



لا شك أن اللغة الإنجليزية هي أكثر اللغات انتشارا في العالم. حيث إن شخصا من بين كل أربعة أشخاص في العالم يستطيع التواصل باللغة الإنجليزية. فاللغة الإنجليزية هي اللغة الرئيسة في التجمعات السياسية الدولية، وهي اللغة الرسمية لـ 85% من المنظمات العالمية، وهي لغة الكثير من المؤتمرات الدولية، ولغة التداول الأولى في المجال التكنولوجي والتجاري والمصرفي والسياحي، ولغة غالبية الأبحاث العلمية والمراجع والمصطلحات والاقتصاد المال والأعمال، وغالبية الصحف المشهورة وبرامج التلفزيون والأفلام وشركات الطيران والشركات المتعددة الجنسيات والعمالة الأجنبية، ولغة 90% من المادة الموجودة على الانترنت. 
ونظرا لهيمنة اللغة الإنجليزية على جميع المجالات، تختلف الاراء حول الطرق الاسهل لتعليمها لابنائنا ,فمنهم من يدعو لمخاطبة الاطفال بها لتعويدهم مخارجها الصوتية ولكنتها فيما يدعو آخرون الى تثبيت العربية لتقويم اللسان اولا ,وقبل التفكير بلغة ثانية.
والواقع يقول بازدياد عدد الراغبين في تعلمها يوما بعد يوم,إذ يبلغ عدد الطلاب الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية في جميع أنحاء العالم نحو بليون طالب  ولا يوجد دولة في العالم لا تدرس اللغة الإنجليزية في مدارسها وجامعاتها. 
ويزداد عدد المعاهد الخاصة التي تقدم دورات مكثفة في اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها يوما بعد يوم، إضافة إلى المعاهد التي يفتتحها المركز الثقافي البريطاني. وإذا القينا نظرة على عدد المدارس الخاصة في المملكة التي تدرس اللغة الإنجليزية بصورة مكثفة في أقسامها العربية اعتبارا من الروضة، وتلك التي افتتحت أقساما دولية تدرس جميع المقررات من تاريخ وجغرافيا وعلوم ورياضيات باللغة الإنجليزية منذ الصف الأول الابتدائي مع مادة واحدة للغة العربية (5 ساعات في الأسبوع)، وبين ساعة واحدة وساعتين للدين الإسلامي في الأسبوع، لوجدنا أن عددها قد ازداد زيادة ملحوظة عما كان عليه قبل عشر سنوات. كما كثرت الإعلانات عن دورات تعليم اللغة الإنجليزية وبرامج تعليم اللغة الإنجليزية بالكمبيوتر في الصحف وعلى الانترنت.

الانجليزية تهيمن على العالم 

وفي عصر أصبح فيه العالم قرية صغيرة، وأصبحت اللغة الإنجليزية فيه هي اللغة المهيمنة على بقية اللغات، صاحب تغلغل اللغة الإنجليزية وانتشارها في جميع مناحي الحياة ظهور الكثير من المقالات في الصحف  التي ينادي كتابها بضرورة تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال في سن مبكر. وصاحبه رغبة الكثير من الآباء في تعليم أبنائهم اللغة الإنجليزية منذ نعومة أظفارهم. فنمهم من يحرص على وضع أبنائه في رياض أطفال خاصة ومدارس خاصة حتى يتعلموا اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أو كلغة ثانية،  ومنهم من يستقدم مربية أو معلمة تتقن اللغة الإنجليزية حتى تعلم الأطفال اللغة الإنجليزية في المنزل وحتى تتخاطب معهم بها. وأصبح الشغل الشاغل للكثيرين هو في أي سن يعلمون أطفالهم اللغة الإنجليزية  وهل يخاطبون أبناءهم في المنزل باللغة الإنجليزية في سن مبكر؟ وهل يضعون أبناءهم في روضة تعلمهم اللغة الإنجليزية فقط؟ وما تأثير تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال على تعلمهم للغة العربية؟ 
وتبعا لدراسة حديثة يعتقد 70% من الآباء أن السن المناسب للبدء في تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال هو مرحلة الروضة (أي قبل سن السادسة)،  ويمكن للأطفال في هذا السن أن يتعلموا اللغة الإنجليزية بدون مجهود ولن يواجهوا صعوبات في تعلمها عندما يكبرون. ويرغب هؤلاء الآباء في أن يتقن الأطفال اللكنة الإنجليزية ويتعلموا أصول اللغة، ويعرفون أسرارها، ، حتى تكون لغتهم قوية منذ الصغر، واكتسابهم القدرة على استخدامها في جميع المجالات. ويرغبوا أن يتقن أطفالهم اللغة الإنجليزية كما يتقن اللغة العربية. 

من يتقنها ..مستقبله أفضل 

ويرى الآباء أن تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال قد أصبح ضرورة لأننا نعيش في عصر أصبح العالم فيه قرية صغيرة، واللغة السائدة هي اللغة الإنجليزية، ولأن اللغة الإنجليزية أصبحت من ضروريات الحياة ومتطلبات العصر، وهي لغة الكمبيوتر والتلفاز ووسائل الاتصال. وكل شيء نرغب في الإطلاع عليه مكتوب باللغة الإنجليزية. والكتب المفيدة باللغة الإنجليزية، والانترنت باللغة الإنجليزية.  وبعضهم يذهب به الشطط الى حد الزعم   أن اللغة الإنجليزية مفيدة أكثر من اللغة العربية لأنها تتيح لمن يعرفها فرصا أفضل ومجالات أوسع. وأشار الكثير من أفراد العينة إلى أن معرفة اللغة الإنجليزية من متطلبات النجاح في الحياة. فالطالب الذي يتقن اللغة الإنجليزية مستقبله أفضل من الطالب الذي لا يتقنها، وتكون الحياة عليه أسهل. ويعتقد البعض  أن معرفة اللغة العربية فقط ستجعل الأبناء محدودين في العمل. أما اللغة الإنجليزية فتتيح لمن يعرفها فرصة الحصول على وظيفة أفضل وتفتح له آفاقا أوسع. و
ويعتقد الكثير من الآباء أن اللغة الإنجليزية تحتاج إلى تعليم ودراسة لأننا لا نمارسها في المنزل، وإذا لم يتعلمها الأطفال منذ الصغر سيصعب تعلمها في الكبر ويمكن أن ينسوها. لذا يجب أن يعتادوا على استخدامها منذ الصغر، حتى يشعروا بأهميتها. فتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال منذ الصغر سوف يعزز ثقتهم في أنفسهم. 
ويرى الكثير من الآباء أن طلاب المرحلة الثانوية ضعاف في اللغة الإنجليزية ولا يعرفون شيئا لأنهم لم يبدأوا تعلم اللغة الإنجليزية في سن مبكر. وبعض الطلاب ينجحون، ويحصلون على شهادة، ولكن لغتهم الإنجليزية ضعيفة.
وترى نسبة ضئيلة من الآباء هدفا آخر لتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية وهو دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، ولتعريف غير الناطقين بالعربية بقضايانا، والدفاع عنها .
ويرى 70% من الآباء ضرورة وضع أبنائهم ممن هم دون سن السادسة في روضة تعلمهم اللغة العربية بصورة رئيسة ومقرر واحد في اللغة الإنجليزية حتى يتعلموا أساسياتها، ويسهل عليهم تعلمها فيما بعد، وحتى يستفيد الطفل من اللغتين العربية والإنجليزية في وقت واحد. ويفضل 7% تعليم أطفالهم اللغة الإنجليزية فقط أو مع مقرر واحد للغة العربية لأن اللغة العربية هي لغة المجتمع ويستطيع الطفل أن يتعلمها من البيئة المحيطة به. ويرى 23% ضرورة تعليم الأطفال اللغة العربية فقط، لأنها لغة القرآن الكريم، وهي اللغة الرئيسة بالنسبة لنا نحن المسلمين، ولا بد أن يتعلمها الطفل مبكرا حتى يستقيم لسانه منذ الصغر دون تداخل مع أي لغة أخرى. كما أن تعلم اللغة العربية صعب جدا ومتشعب يشمل القواعد والبلاغة والإملاء والتعبير باللغة الفصحى وغيره. وهؤلاء الآباء لا ينكرون أهمية اللغة الإنجليزية، ولكنهم لا يرون أنها أساسية للعملية التعليمية في السن المبكر. ويعتقد هؤلاء الآباء أن تعلم الأطفال الصغار للغتين العربية والإنجليزية في آن واحد سوف يؤدي إلى الخلط بينهما.

العربية يتعلمها الطفل من البيئة 

وحسب الدراسة يفضل 13% من الآباء مخاطبة أبنائهم في المنزل باللغة الإنجليزية فقط، وسيتعلم الطفل اللغة العربية من البيئة والمجتمع. ويفضل 8% استخدام أحد الوالدين للغة العربية مع الطفل واللغة الإنجليزية يتخاطب بها الوالد الآخر معه. في حين يفضل 42% مخاطبة أبنائهن ممن هم دون سن السادسة باللغتين العربية والإنجليزية معا (أي استخدام كلمات من اللغة الإنجليزية إلى جانب اللغة العربية) مثل الكلمات الخاصة بالمطاعم والتسوق والمستشفى حتى يستطيعوا استخدامها حين ذهابهم إلى هذه الأماكن. ويعتقدن أن ذلك لا يحدث خلطا لدى الأطفال، ولن يؤثر على استخدام الطفل للغة العربية من حيث نطق الكلمات وتركيب الجمل. ويرى 37% أن لغة التخاطب مع الأطفال في المنزل ينبغي أن تكون العربية حتى يتعلموها بالطريقة الصحيحة، ولتقوية حصيلتهم من مفردات اللغة العربية قبل دخولهم المدرسة، حتى تتأسس لديهم اللغة العربية. ولأن تعلم اللغة العربية قبل سن السادسة سهل. في حين لو بدأ الطفل يتعلم اللغة الإنجليزية قبل العربية ويتحدث بها، لصعب عليه بعد ذلك تعلم العربية والتحدث بها. فتعلم اللغة العربية في الصغر سبب لتقويم اللسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com