الخميس، 9 فبراير 2012

العلاقة بين البنت وأمها

هناك أمور كثيرة تخص العلاقة بين الأم والبنت، يبرز فيها الخط الجنسى بشكل أو بآخر. صحيح أن هناك جوانب إنسانية ذات زوايا عديدة تخص هذه العلاقة الحساسة، لكننا هنا سنركز على الجانب الجنسى العاطفى.

البنت منذ نعومة أظافرها، قد تناقش أمها فى أمور عديدة .. إلا الجنس. والبنت منذ نعومة أظافرها ترى أمها تعيش الجنس، وإن بدا للأم أن لا شئ واضحا للبنت، ولكن للصغيرة عينان تلاحظان أمها: عيناها، وعطرها، وملابسها، وزينتها، ودخلتها لغرفة النوم.. إلخ. بالطبع معظم هذه الأمور، إن لم يكن كلها، لا يتم نقاشها مع البنت. ولماذا يتم نقاش أمور حساسة مثل هذه والفطرة تخبرنا أن كل شئ له عمر.


ولكن أيضا السؤال الأهم: كم أما تواكب نضج ابنتها ووصولها لسن البلوغ، فتبدأ فى مناقشتها وتوعيتها بالأمور الجنسية؟ الإجابة: نادرا.

ولنبدأ بالخطوة الأولى، وهى الحيض الأول. كم أما أخبرت ابنتها وأهلتها واحتفلت بها بدخولها عالم الأنوثة؟ من خبرتى ومعرفتى بهذا العالم، أقول إن قليلات، ليس فقط من العربيات، بل حتى من غير العربيات، يفعلن ذلك. إنها مسألة فعلا غريبة. فكل ما يتم تعليمه للفتاة، هو كيف تستخدم الفوط النسائية، وألا يلاحظ رجال البيت ذلك. لكن المسألة أكبر من ذلك.. على الأقل، هناك أسئلة أخرى فى رأس هذه الصغيرة، التى دخلت عالم النساء، يجب على الأم أن تجيب عنها.


هل تجلس الأم لتحدث ابنتها عن الثقافة والمعومات الجنسية ؟ بالطبع أنا لا أفترض أن الأمهات أنفسهن مثقفات جنسيا، ولكن أفترض أن الأم سبق لها أن اختبرت الإحساس ذاته الذى تعيشه ابنتها، ومرت فى ذهنها التساؤلات ذاتها، لذا يجب عليها أن تجيب عن أسئلة ابنتها، ولكن ذلك لا يحصل للأسف.

وهناك نقطة حساسة مثيرة، وهى أن كثير من الأمهات قد يكتشفن العبث الفطرى التى تقوم به البنت فى نفسها. بالطبع إن معظم الأمهات خوفهن الأساسى على 'العذرية'، ويرعبهن أن البنت تلمس نفسها فقد تؤذى شيئا، هو أعز شئ للبنت فى مجتمعاتنا. لكن الضرب والصراخ أو التجاهل الذى تلجأ إليه بكل أسف بعض الأمهات، لا يحل الأزمة بل الذى يحلها السلوك الناضج المتمثل فى المداراة والحوار لدفع الفتاة إلى عدم إيذاء نفسها.


ويثلج قلبى أن تأتينى أم وتسألنى عن أفضل طريقة للتحاور مع طفلتها، التى اكتشفت أنها تلمس نفسها. وهنا ألاحظ أن بعض الأمهات لهن بالفطرة طرق مذهلة رائعة فى التصرف.

ونأتى إلى النقطة الأهم، دخول البنت عالم الحب ووجود رجل فى حياتها، هناك الآن واقع يتمثل فى الإتصالات: موبايلات، إنترنت، لاب توب.. إلخ، الواقع يخبرنا أن الانفتاح على العالم تنفتح فيه البنت بشكل مرعب على الرجل والجنس، وليس هناك مفر لحمايتها غير الجلوس معها والحوار والمودة والحديث الخاص عن الرجال، وكيف يجب أن تحمى البنت نفسها، وكيف يجب أن تفهم مشاعرها وحركة هرموناتها الدافعة إلى ذلك، وغيرها من تفاصيل.

الأمر لا يتطلب كثيرا من المعرفة والثقافة بقدر ما يتطلب واقعية وصدقا ولحظة صفاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com