الأحد، 5 فبراير 2012

المشاكسة .. اعادة انتاج عالم الطفل

سارة محمد عيسى  - ماجستير علم نفس تربوي ( تعلم ونمو ) 
لا شك أن معرفة الوالدين  بأن ثمة من يشاكس طفلهما ويضايقه هو أمر مزعج ومحبط ومن الطبيعي جدا أن يثير لديهما مشاعر الغضب والإضطراب والذنب .
ولأن بعض الأطفال يجيدون إخفاء مشاعرهم فإن الفرصة لا تسنح لذويهم للإطلاع على المشكلة  إلا حين يبدي الطفل فجأة تذمره وعدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة أو عندما يتظاهر بالمرض ويحاول بكل الطرق تحاشي الذهاب إلى المدرسة أو عندما يتظاهر بالمرض .
هناك مؤشرات عديدة تدل على تعرض الطفل للمضايقات في المدرسة هو العودة إلى المنزل بجروح أو رضوض أو ثياب ممزقة أو طلبه شراء بعض الأدوات التي سرقت منه أو الخصام مع أصدقائه  وربما يلاحظ على الطفل أنه أصبح مزاجيا عصبيا أو منسحبا وإنطوائيا ..
على كل حال يخبرني طفلي بأنه يتعرض للمضايقات في المدرسة  لا يكون كلامه عبثا فهناك احتمال قوي أن يكون ذلك بالفعل فعلينا  التحرك والتدخل والبحث عن حل للمشكلة .
أسوأ تصرف قد يمارسه الأهل في هذه الحالة هو الإندفاع إلى المدرسة بغضب  وإنفعال مطالبين بإستجابة فورية دون عن ذلك قد تكون إستجابة الطرف المقابل العدوانية المضادة والرفض وقد نصل إلى  تعقيدات لا تخدم القضية.
فكروا بروية أقصد هنا الأهل في مقابلة المدرس واشرح له مخاوفك بطريقة ودية وبدون عصبية إسأل مربي الصف ما إذا كان لاحظ أي سلوك غير طبيعي في الصف واطلب منه الإنتباه للوضع واسأله عن أفضل اسلوب يقترحه لحل المشكلة.

السلوك المشاكس 
للمشاكسة عدة أشكال : العاطفية والجسدية واللفظية أو التي تجمع أكثر من نوع معا ، وقد تمثل طفلا واحد يشاكس اخر أو مجموعة أطفال يشاكسون طفلا واحدا أو مجموعة أطفال تشاكس مجموعة أخرى على سبيل المثال : العصابة أو الشلة.
والأطفال المشاكسون هم  أنفسهم تعرضوا للمشاكسة وهم أحيانا أطفال يعيشون تجارب حياتية قاسية ليس بوسعهم التكيف معها مما ينعكس على سلوكهم ويفقدهم السيطرة على أنفسهم .
لذلك فإن الطفل المشاكس حتى يتغلب على على شعوره الداخلي بالنقص يسعى للتسلط على أطفال اخرين لكي يداوي نقصه الداخلي ويشعر نفسه بالنجاح .
من هم الضحايا ؟
ليس كل الأطفال عرضة للوقوع ضحية سلوك المشاكسة ولكن هناك من الأطفال من نضعهم في دائرة العرضة للمشاكسة وهؤلاء الأطفال يتصفون بالصفات التالية .
- نقص الثقة بالنفس .
- الشعور بعدم الأمن .
- الإفتقار إلى المهارات الإجتماعية .
ماذا لو كان طفلك هو المشاكس ؟
لعل أشد ما يتمنى كل أم وأب ألا  يسمعانه عن طفلهما هو : طفلك مشاكس.
ربما كانت ردة فعلك الأولى هي الإنكار أو الدفاع  ولكن عليك أن تتريث قليلا وتنصت لما يقال إليك بروية وإمعان بإمكانك أن تقول بدلا من إلصاق التهم والصفات بإبني ما رأيك أن تروي لي ما جرى بالفعل وتذكر أن نتيجة النقاش ستكون لصالح طفلك بغض النظر بغض النظر عن الطريقة التي يتحدث بها الطرف الاخر .
حتى إذا انكشف لك أن طفلك مشاكس بالفعل تذكر  أن هذا السلوك ربما كان ناجما عن مشكلة يعاني منها طفلك عليك أن تفتش في تفاعلاته مع الاخرين وعما يدور في داخله ويجعله يتصرف بهذه الطريقة .
عندما تتحذث مع طفلك بالأمر لا تلق عليه اللوم لا تخض معه نقاشا حول لماذا فعلت كذا وكذا وركز نقاشك معه على النقاط الأساسية التالية 
- استمع اولا الى طفلك وحاول أن تستشعر أحساسيسه أعطه فرصة للكلام دون مقاطعة .
- وضح له إن المشاكسة  ليست سلوكا مقبولا في عائلتنا ولا في مجتمعنا ولا ديننا .
- أعلمه أنه عندما شعر بالغضب والإحباط أو العدوانية هناك  أمور أخرى يمكنه فعلها ( إقترح عليه بعض الأنشطة أو الألعاب لتفريغ الإنفعالات ) .
- مارس معه لعبة تمثيل الأدوار لإكتساب سلوكيات واستجابات جديدة . 
- حدد له بوضوح العواقب التي تنتظره إذا تكرر سلوكه العدواني أو المشاكس مرة أخرى .
- تابع طفلك وكافأه على اي تغيير ايجابي في سلوكه من ناحية المشاكسة .
بعض الأساليب الإرشادية لمعالجة المشاكسة 
- عليك أن تبدأ في تعليم طفلك كيف لا يصبح مشاكسا ولا يسمح للغير بمشاكته حالما يدخل مرحلة التفاعل الإجتماعي .
- علم طفلك كيفية التعبير عن مشاعره وإنفعالاته بالكلمات .
- التدخل فورا في حال بدء الطفل الصغير ( ما قبل سن المدرسة ) بسب الاخرين او استخدام كلمات غير مهذبة .
- علم طفلك كيف يدافع عن الأطفال المستضعفين ويتحدث بإسمهم كأن يتدخل قائلا لا تعامله بهذه الطريقة هذا سلوك سيء أو الضرب ليس وسيلة لحل المشاكل .
ودائما أقول تشخيص المشكلة قبل تفاقمها و الإحاطة بالمشكلة من جميع جوانبها والتدخل المبكر في المراحل المبكرة من العمر وخاصة سن الطفولة المبكرة من ( 3 – 6 ) يساعد على الدراية بالمشكلة والتعامل معها بالشكل السليم وتجنب حدوثها مستقبلا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com