الخميس، 16 فبراير 2012

موضة سماعات الأذن تسبب حوادث للمشاة

ريم الرواشدة - مشاعر من الخوف و الغضب والاشفاق , تنتاب الخمسيني سعيد صلاح مؤخرا على ولده أسامة 16 عاما كلما خرج من المنزل خاصة بعد حادثة لم يعلم عنها إلا من خلال احد جيرانه.
ومرد حالته تلك تعود إلى أن أسامه أدمن وضع سماعات هاتفه الخلوي في أذنيه لسماع أغانيه المفضلة, ليس في المنزل فقط وإنما أيضا عند خروجه لشراء حاجيات المنزل.
ويقول صلاح» استوقفني احد الجيران أول من أمس على باب العمارة التي اقطنها، ليهنئني على سلامة أبني أسامة،وتزامنت دهشتي من كلامه ،أنني تركته قبل لحظات بالرد عليه الله يسلمك شو صاير له».
ويضيف»إنتابت الجار حالة أخرى من الدهشة مع المفاجئة لعدم معرفتي بالموضوع وعلمت فيما بعد أن الشهود كانوا كثرة». 
ويزيد»ملخص الحادثة أن ابني تعرض لحالة دهس خفيفة من قبل إحدى السيارات خلال محاولته قطع الشارع،ورغم تنبيهات سائق السيارة له بالزامور إلا انه اضطر للاصطدام به بعد أن عجز السائق عن لفت انتباهه وهو ما شاهده الجار و مجموعة من المارة ومرد عدم انتباهه الى انه كان يستمع للموسيقى من خلال سماعات وضعها في أذنيه».
ومؤخرا،أظهر تحقيق طبي أن خطر سماعات الأذن والهواتف الخلوية لا يقتصر على الأضرار التي قد تحدثها بالأذن أو بالدماغ، بل إمكانية تسببها بحوادث لمن يستخدمها أثناء قيادة السيارة، بل إن التهديد يتجاوز ذلك ليطال المشاة الذين قد يتعرضون لأخطار مميتة خلال استخدامهم لها أثناء سيرهم.
وأشار التحقيق إلى أن المشاة الذين يستخدمون تلك الأدوات عرضة أكثر من سواهم للإصابات والجروح الخطيرة، كما ترتفع لديهم معدلات الوفاة جراء تلك الحوادث.
ولفت التحقيق، الذي قام على دراسة بلاغات الحوادث، إلى أن 116 شخصاً في الولايات المتحدة قتلوا في الفترة بين 2004 و2011 بسبب حوادث ناتجة عن سماعات الأذن أو الهواتف، كما تضاعف العدد الإجمالي للجرحى والمصابين ثلاث مرات في الفترة عينها.
وبحسب فريق العمل المشرف على التحقيق، فإن المشاة الذين يستخدمون الهواتف المحمولة وسماعات الأذن بكثافة خلال سيرهم قد يعجزون عن التنبه لأخطار الطريق أثناء السير؛ بما في ذلك متابعة حركة السيارات عند عبور الشارع أو سماع أصوات أبواق المركبات وهدير القطارات.
ويصف إختصاصي أمراض و جراحة الأنف والأذن والحنجرة الدكتور فوزي احمد الصاحب استعمال سماعات الأذن بأنها «ظاهرة تزداد تحت مسمى الموضة».
ويقول»كثيرون نراهم يمشون في الطريق واضعين سماعات الأذن دون إكتراث لما قد يجري حولهم وهي من المؤكد أنها تحول دون لفت انتباههم».
ويضيف»إن سماعات الأذن تعزل مستخدميها بشكل شبه كامل عن محيطهم،ويتجاوز خطرها على حدة السمع إلى عضو الأذن ذاته،فإضافة إلى أن سماعات الأذن التي تستخدم للاستماع إلى الموسيقى العالية والأغاني، قد تفقد القدرة على سماع الترددات العالية بسبب الضجيج،هي أيضا جسم غريب يتواجد داخل الأذن قد تؤثر على تجمع المادة الصمغية الشمعية في قناة الأذن الخارجية».
وفي الوقت الذي يحذر فيه د.الصاحب من «الضرر الجسيم للاستماع لصوت فائق القوة لمرة واحدة،فإنه يشير إلى وجود تقنية جديدة عبارة عن وصلة توضع بين سماعة الأذن والجهاز المستخدم تمنع تجاوز وارتفاع الصوت عن الحد الطبيعي». 
 ويشير التحقيق الطبي إلى أن 29 % من جرحى حوادث الدهس بالسيارات عجزوا عن سماع أصوات التنبيه؛ بما في ذلك الأبواق والصفارات كما يظهر التحقيق أيضا أن 68% من ضحايا هذه الحوادث هم من الرجال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com