الثلاثاء، 7 فبراير 2012

تاثير وزن الجسم على الاصابة بالسرطان

تتيانا الكور - صادف يوم السبت الموافق 4 شباط الاحتفال باليوم العالمي للسرطان والذي يهدف الى نشر الوعي وكسب التأييد السياسي لمكافحة السرطان. ويعتبر وزن الجسم احدى أهم عوامل الخطورة التي تؤثر بدورها على فرصة الاصابة بالسرطان. ويمكننا توقي الاصابة بالسرطان من خلال حفاظنا على وزن صحي. وتشكل هذه المناسبة فرصة ذهبية لمراجعة الأدلة العلمية المتعلقة بوزن الجسم والسرطان.
نتائج الدراسات الوبائية
هنالك ثروة من الأبحاث والدراسات المتاحة اليوم والتي تتعلق بمدى تأثير النظام الغذائي الصحي وعلم التغذية على صحتنا إذ يقترن توازن الأغذية الصحية وممارسة النشاط البدني بانتظام، والنوم لساعات معينة (تتراوح بين 7 إلى 8 ساعات) في تقليل خطر الإصابة بالسرطان، فإتباع أسلوب حياة صحي للمصابين والمصابات بالسرطان دور مهم في زيادة قدرة المصابين والمصابات على تحمل أعباء العلاج الطبي.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن النظام الغذائي الصحي المصاحب لعلاجات سرطان القولون والثدي بالتحديد قد ساهم في تقليل نسبة الوفيات لدى المصابين والمصابات ومتلقي العلاج بنسبة 25 إلى 40?. كما تشير دراسات أخرى بأن التحكم في الوزن الصحي وحده من شأنه أن يخفض نسبة الوفيات لدى المصابين والمصابات بالسرطان بنحو 40?. 
وقد أظهرت إحدى الدراسات التي نشرت في دورية نيو انجلاند الطبية في نهاية عام 2009 بأن هنالك علاقة بين السرطان ووزن الجسم إذ وجدت الدراسة بأنه كلما ارتفع وزن الجسم عن المعدل الطبيعي، يرتفع معه خطر الإصابة بالسرطان، ووجدت الدراسة بأن الخطر كان له التأثير الأكبر لدى النساء. 
ويعتمد تحقيق الوزن الصحي على نمط الحياة اليومي والمرتكز على إختيار الغذاء الصحي والمتوازن والمنوع مع مراعاة الكميات المتناولة وممارسة النشاط البدني بانتظام، ومراعاة النوم باتزان والتمتع براحة نفسية. 

تأثير الوزن 
على خطر الإصابة بالسرطان
لعل السؤال المطروح أمامنا هو كيف يؤثر وزن الجسم على خطر الإصابة بالسرطان؟ فإذا كنا نرغب في معرفة ما هي الآلية التي يتم بها تأثير الوزن على خطر الإصابة بالسرطان، علينا أن نتحلى بالصبر حتى يكشف لنا العلم ذلك لأن حقيقة الأمر بأن هذه الآلية غير واضحة لنا حتى الآن، إذ أن زيادة الوزن ودرجة زيادة الوزن تؤثر على أنواع معينة من السرطان وليس على جميع أنواع السرطان. كما أن مجمل الدراسات المتوفرة حاليا تعنى بدراسات وبائية – وهي نوع من أنواع الدراسات التي تكشف لنا عن علاقة ما في المجتمع ككل ولكنها لا تكشف لنا ماذا يحدث على مستوى جسم الإنسان مثل الدراسات المخبرية والبشرية والسريرية. 
أنواع السرطانات المتأثرة بوزن الجسم
تشير مجمل تحاليل الدراسات الوبائية في العقود الأخيرة والمنشورة في تقرير الخبراء العالمي الثاني للغذاء والتغذية والنشاط البدني والوقاية من السرطان الذي صدر عام 2007، واستحدث عام 2010، بأن وزن الجسم يرتبط إرتباطا وثيقا بسرطان الثدي لدى النساء خاصة بعد إنقطاع الطمث، وسرطان القولون، وسرطان بطانة الرحم، وسرطان الكلى وسرطان المريء. وهنالك ثمة علاقة بين الوزن الزائد وحدوث كل من سرطان البنكرياس، والمرارة، والغدة الدرقية، والمبيض وعنق الرحم. 

وزن الجسم وسرطان الثدي 
وإذا تناولنا جانب سرطان الثدي مثلا، فإن ما أشارت إليه تحاليل الدراسات بأن زيادة الوزن تؤثر على سرطان الثدي لدى النساء بعد إنقطاع الطمث، ولكنها تحمي النساء من سرطان الثدي قبل إنقطاع الطمث إستنادا إلى نسبة ومصدر هرمون الأستروجين الذاتي قبل وبعد إنقطاع الطمث. 

 تذبذب وزن الجسم 
تشير الدراسات بأن هنالك أبعادا مختلفة لوزن الجسم، منها ما قد يلعب الدور الأهم في تحديد خطورة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء وهو نسبة تذبذب زيادة الوزن لدى النساء خلال السنوات قبل وبعد إنقطاع الطمث، أي نسبة الكيلوغرامات الزائدة عن معدل الوزن الصحي الذي تتمتع به النساء بغض النظر عن إنقطاع الطمث لديهن، بما في ذلك تكرار كمية الكيلوغرامات المفقودة والمكتسبة والتي عادة ما تنتج عن إتباع أنظمة غذائية عشوائية وغير صحية، ومن ضمنها ما يتم تناقله في جلساتنا الإجتماعية، والتي يلجأ بعض النساء إلى حث نساء أخريات على إتباعه من دون إعتبار المخاطر الصحية، مثل الحث على ممارسات معينة كشرب الكمون مع الماء، أو تناول الخل على الريق، أو وضع رقائق الملفوف على الجسم، أو الإمتناع عن الطعام.

 أبعاد أخرى لوزن 
الجسم وسرطان الثدي 
إلى جانب آخر، تظهر بعض الدراسات بأن النساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي ومن زيادة الوزن والسمنة هم أكثر عرضة للمعاناة من تكرار حدوث سرطان الثدي و الموت من تلك اللواتي يتمتعن بوزن الصحي. وتشير بعض الدراسات إلى أن زيادة الوزن لدى النساء خلال فترة خضوعهن لعلاج سرطان الثدي قد تسبب زيادة تكرار حدوث السرطان والموت من تلك اللواتي يحافظن على أوزانهن خلال فترة العلاج.

كيف نعرف الوزن الصحي؟
يعتبر مؤشر الكتلة الجسمي الطريقة الأمثل لتحديد زيادة الوزن و السمنة لدى البالغين والبالغات حسب ما ورد في آخر تصريح منظمة الصحة العالمية لعام 2004 والذي تم إعتماده لغاية الآن حتى يتم الإنتهاء من مراجعة وتقييم بيانات الدراسات المتاحة عن العلاقة بين محيط الخصر والمراضة، والتفاعل بين مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر وخطر الإصابة بالسرطان.
ويتم قياس مؤشر الكتلة الجسمي من خلال قياس الوزن بالكيلوغرام، والطول بالمتر، ثم حساب المؤشر عن طريق قسمة الوزن بالكيلوغرام على الطول بالمتر المربع، أي أن: مؤشر الكتلة الجسمي

الوزن بالكيلوغرام 
 على ( الطول) 2 بالمتر المربّع
ويعتبر الفرد ذو وزن زائد عن المسموح به إذا تراوح مؤشر الكتلة الجسمي بين قيمة 25 و قيمة 29.9. أما إذا كان مؤشر الكتلة الجسمي أعلى من 30 فيعتبر الفرد سمينا. وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى السعي وراء الحفاظ على مؤشر كتلة جسمي بين 20 إل 23 من أجل تقليل فرصة الإصابة من السرطان. 
ويذكر بأن أكثر من نصف سكان الأردن يعاني من زيادة في الوزن و السمنة بينما تقدر منظمة الصحة العالمية بأن «زيادة الوزن والسمنة وقلة النشاط البدني مسؤولة معا عن 274000 حالة وفاة بالسرطان سنويا،» إذ ترتبط زيادة الوزن والسمنة لوحدها بنسبة واحد من كل خمس وفيات ناجمة عن السرطان.

الوقاية والعلاج ومرحلة ما بعد العلاج 
إذن فنحن نتحدث عن علاقة الوزن الصحي بالسرطان من ثلاثة أبعاد هي: بعد الوقاية من الإصابة بالسرطان (وهنا يجب الإشارة بأن هذا يختص ببعض أنواع السرطان مثل: سرطان الثدي لدى النساء بعد إنقطاع الطمث، وسرطان القولون، وسرطان بطانة الرحم، وسرطان الكلى وسرطان المريء)، وبعد العلاج إذ يلعب الوزن الصحي الدور المساند للعلاج الطبي التقليدي والحديث، وهذه يشمل جميع أنواع السرطان، وبعد ما بعد العلاج، خاصة وأن الحفاظ على وزن صحي يساهم في تقليل خطر تكرار الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي.
ويعتبر السرطان ثاني سبب رئيسي للمراضة والوفاة في الأردن بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكننا وقاية أنفسنا من ثلث مجموع وفيات السرطان في الأردن من خلال تغيير نمط حياتنا والسعي وراء الكشف المبكر. ومن بين عوامل الخطورة التي نستطيع التحكم بها هي: الحفاظ على وزن صحي، الإمتناع عن إستخدام منتجات التبغ، الحفاظ على مستوى النشاط البدني من خلال المشي لمدة نصف ساعة على الأقل يوميا، الحذر من التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة وبدون إستخدام واقي، وتجنب التعرض للمواد المسرطنة وفق ما ورد من توصيات ودلائل ارشادية عن منظمة الصحة العالمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com