الأربعاء، 15 فبراير 2012

"الشخصية التجنبية" تقضي على حياة الفرد الاجتماعية

عمان- يمكن تعريف اضطراب الشخصية التجنبية بأنه مرض نفسي يمثل خطوة كبيرة أعلى من الخجل، وعواقبه، على عكس الخجل، تفضي إلى إنهاك الحياة الاجتماعية للشخص، حيث تؤدي إلى التثبيط الاجتماعي والشعور بعدم الكفاءة، فضلا عن الحساسية المفرطة تجاه التقييم السلبي‎ ‎من الآخرين وعدم الشعور بالأمان والاستقرار.
وعلى الرغم من أن العديدين يشعرون بعدم الأمان والاستقرار، إلا أن هذه المشاعر تكون مكثفة للغاية لدى مصابي هذا الاضطراب، كما أنها قد تقود إلى تجنب التفاعل الاجتماعي الذي قد يؤثر بشكل سلبي على الحياة اليومية للمصاب، بحسب موقعي www.nimh.nih.gov و www.peopleskillsdecoded.com.
وبين الموقع الأخير أن الاضطراب المذكور ليس ناتجا عن اضطراب في كيماويات، أو نواقل عصبية، دماغية كالعديد من الأمراض النفسية الأخرى.
وأي عدم توازن في هذه الكيماويات لدى مصابي هذا الاضطراب لا يعد السبب الجذري له، وإنما يكون مجرد عرض من أعراضه. لذلك، فعلى الرغم من أن الأدوية تحسن من مزاج المصاب، إلا أن مفعولها بسيط من حيث التغلب على الاضطراب المذكور، ذلك بأنها موجهة لمحاربة أعراضه وليس السبب وراءه.
أعراضه
من السهل تشخيص هذا الاضطراب بالشكل الصحيح بعد فهم أعراضه وكيفية ملاحظتها.
وتتضمن الأعراض الظاهرة والمهمة لهذا الاضطراب ما يأتي:
- تجنب النشاطات الاجتماعية.
- قضاء أوقات طويلة جدا في الوحدة مع النفس.
- الانتماء لدائرة اجتماعية ضيقة، والتعامل مع الناس باقتضاب.
- العزوف الشديد عن التعرف على أشخاص جدد، والشعور القوي بعدم الكفاءة في حالة الاضطرار للتعامل معهم.
- التحفظ وقلة الكلام عند التفاعل مع الآخرين، وذلك خوفا من قول شيء غير ملائم أو التعرض للخزي.
- الانغماس المفرط في نظرة الآخرين، وذلك خوفا من التعرض للنفور أو الرفض من قبلهم.
- عدم التقدم في مجالات العمل على الرغم من وجود الكفاءة، وذلك بسبب الهروب من فرص العمل التي تتطلب التفاعلات الاجتماعية.
- رؤية النفس غير محبوبة وأقل شأنا من الآخرين.
- تكرار تخيل وجود تفاعلات اجتماعية بالكيفية التي يتمناها المصاب.
علاجه
على الرغم من أن كلمة "العلاج" هي الكلمة التقليدية في معرض الحديث هذا، إلا أنها لا تعد الكلمة الفضلى هنا. فالهدف هنا ليس قتل فيروس، على سبيل المثال، وإنما هو تعليم المصاب أساليب جديدة للتفكير والشعور والسلوك.
ولكن هذا لا يعني أن الاضطراب المذكور غير قابل للعلاج، ويشار إلى أن علاج هذا الاضطراب يحتاج للوقت والمثابرة، فضلا عن استخدام الأساليب التي تناسب المصاب.
أما بشكل عام، فإن التخلص من هذا الاضطراب بنجاح يحتاج إلى العمليات الثلاث الآتية:
- تحدي وتغيير التفكير المضطرب، حيث إن مصابي هذا الاضطراب كثيرا ما يكون لديهم معتقدات محدودة، فضلا عن نظرة دونية للنفس ومعايير اجتماعية غير واقعية. وهذه الأمور كلها تحتاج للتصحيح عبر التغيير من كيفية التفكير عن طريق الوعي.
- التعريض التدريجي، حيث إن مصابي هذا الاضطراب يكونون بحاجة للمواجهة التدريجية مع المواقف المحددة التي يخافونها وعادة ما يتجنبونها.
فالتعريض المنظم لهذه المواقف مع مقاومة التفكير غير المنطقي المتعلق بها يقودان الأفكار والمشاعر إلى الطريق الصحيح.
-  تحسين المهارات الاحتماعية، حيث إن مصابي هذا الاضطراب يتجنبون المواقف الاجتماعية قدر الإمكان، الأمر الذي غالبا ما يؤدي إلى ضمور مهاراتهم الاجتماعية أو عدم نشوئها على الإطلاق. لذلك، فتعلم المهارات الأساسية في التعامل مع الآخرين وكيفية بدء الحوارات والتواصل معهم تعد أمورا غاية في الأهمية.
ويعد العلاج المعرفي السلوكي أسلوبا فعالا للتغلب على هذا الاضطراب، حيث أثبت من خلال الأبحاث قدرته على ذلك.
وأخيرا، إن كنت مصابا بهذا الاضطراب، فعليك أولا إدراك وجوده من دون خوف أو ارتباك. أما الخطوة الثانية، فهي العلم بأنه بالإمكان التغلب عليه، وذلك باللجوء إلى الطبيب النفسي الذي إما سيعمل معك يدا بيد طوال الوقت أو يعلمك على أساليب تقوم من خلالها بالتغلب على هذا الاضطراب بنفسك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com