الاثنين، 6 فبراير 2012

أدوية جديدة تعالج النوع الثاني من السكري

عمان- ذكر في المقال السابق، عن أهم الأدوية الممكن استخدامها في علاج النوع الثاني من مرض السكري. ولكن بالإضافة إلى تلك الأدوية، فقد تم بالآونة الأخيرة اكتشاف أدوية جديدة لعلاج النوع الثاني من مرض السكري، وهي: 
1) مجموعة الأدوية المثبطة لإنزيم الدايببتايدل ببتايديز الرابع (Dipeptidyl peptidase-IV Inhibitors)
2) دواء الإكسيناتيد (Exenatide).
من خلال الأسماء العلمية للأدوية، سنتحدث من خلال هذا المقال عن مميزات هذه الأدوية، وخصائصها. كما سنتطرق لذكر بعض حالات استخدام الإنسولين في علاج النوع الثاني من مرض السكري. وسنتحدث أيضاً عن الآلية التي يمكن لمريض النوع الثاني من السكري استخدامها، للتأكد من مدى استقرار مستوى السكر لديه.  
ما مجموعة الأدوية المثبطة لإنزيم الدايببتايدل ببتايديز الرابع (Dipeptidyl Peptidase-IV Inhibitors)؟
- الأدوية التابعة لهذه المجموعة: يتبع لهذه المجموعة دواء السيتاجلبتين (Sitagliptin) والفيلداجلبتين (Vildagliptin). وقد تم اعتماد هذه الأدوية حديثاً في علاج النوع الثاني من مرض السكري.
- آلية عملها: تعمل هذه الأدوية من خلال تثبيط إنزيم يدعى دايببتايدل ببتايديز- 4 والذي يقوم بتحطيم جزيئات الغلوكاجون المماثل للببتايد- 1 (glucagon-like peptide-1)، والتي يتم إفرازها بعد تناول وجبات الطعام لتحفز إفراز الإنسولين. وبالتالي فإن تناول هذه الأدوية يؤدي إلى زيادة كمية الإنسولين التي يتم إفرازها بعد الأكل، وبذلك يقل مستوى السكري التراكمي بحوالي 0.7-1 %.
- طريقة إعطائها: يتم تناول هذه الأدوية مرة واحدة يومياً عن طريق الفم. 
- الأعراض الجانبية الناتجة عن استخدامها: قد تُحدِث انخفاضا بسيطا في مستوى السكر بالدم.
- مميزات هذه المجموعة: لا تُحدِث أي تغيير على وزن المريض، ولا تسبب اضطرابات بالمعدة.
ما هو دواء الإكسيناتيد (Exenatide)، ومـــــــــا خصائصه؟
دخل الأسواق حديثاً دواء يدعى إكسيناتيد (Exenatide)، ليتم استخدامه في علاج النوع الثاني من مرض السكري. ويعمل هذا الدواء على تحفيز إفراز الإنسولين بعد الأكل، ويقلل من إنتاج الكبد للجلوكوز (سكر الدم)، ويبطئ عملية تفريغ المعدة من الطعام، ويقلل الشهية. تؤدي كل هذه العوامل إلى إنقاص الوزن، وتخفيض مستوى السكر التراكمي بمقدار 0.9 %. 
من الملاحظ هنا أن فعالية الإكسيناتيد أقل من فعالية مجموعة السلفونيليوريا أو البايجوانيد، لذلك لا يستخدم هذا الدواء وحيداً في علاج النوع الثاني من السكري، وإنما يعطى مع الأدوية الأخرى للحصول على نتائج أفضل. لا يؤخذ هذا الدواء عن طريق الفم، وإنما على شكل حُقن تحت الجلد، حيث يتم أخذ حقنة قبل وجبة الفطور، وحقنة قبل وجبة العشاء بحوالي (0-60 دقيقة)، وهذا قد يقلل من قابلية المريض للعلاج باستخدام هذا الدواء. كما قد يؤدي هذا الدواء إلى حدوث اضطرابات بالمعدة، مثل الشعور بالغثيان، أو التقيؤ، أو الإسهال. وللتقليل من هذه الأعراض، يتم بدء العلاج باستخدام جرعة صغيرة وزيادتها تدريجياً.
هل من الممكن استخدام الإنسولين في معالجة النوع الثاني من مرض السكري؟ 
من الممكن معالجة المرضى المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري باستخدام حقن الإنسولين في كثير من الحالات، نذكر منها:
1 - في الفترة الأولى من العلاج، إذا كان مستوى السكر بالدم عند الصيام عاليا جداً، أكثر من 260 ملغم⁄ دسيلتر، أو كان مقدار السكر التراكمي يساوي 10 % أو أكثر، حيث يتم بدء العلاج بالإنسولين حتى تستقر حالة المريض ومن ثم نستطيع العودة لاستخدام الأدوية المذكورة سابقاً بالعلاج.
2 - بعد مرور فترة على علاج المريض بالأدوية المذكورة سابقاً، قد تقل استجابة المريض لهذه الأدوية، وتصبح بعد فترة غير فعالة في العلاج والسيطرة على المرض بشكلٍ كافٍ، وبهذه الحالة من الممكن استخدام حقن الإنسولين بالعلاج.
وفي كلتا الحالتين المذكورتين سابقاً، من الممكن استخدام حقن الإنسولين بالعلاج بالإضافة إلى الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، وهنا يتم أخذ حقنة أو حقنتين يومياً من الإنسولين. أو يتم الاستغناء عن الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم تماماً ونستخدم حقن الإنسولين بالعلاج فقط وفي هذه الحالة نتبع في العلاج إحدى الطرق التي تم ذكرها سابقاً في علاج النوع الأول من مرض السكري باستخدام الإنسولين، وذلك حسب حالة المريض، وما يراه الطبيب مناسباً للحصول على نتائج علاجية أفضل.  
3 - أثناء الحمل، حيث يعد الإنسولين آمنا وغير ضار بصحة الجنين، ويستخدم لعلاج النساء المصابات بالنوع الثاني من مرض السكري أثناء الحمل. 
كيف يمكن التأكد من أن مستوى السكر بالدم لدى المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري قد تمت السيطرة عليه؟
يجب على مريض النوع الثاني من السكري أن يقوم بقياس مستوى السكر في دمه من فترة إلى أخرى، باستخدام أي نوع من أجهزة قياس السكر المتوافرة بالأسواق. يجب أن يتراوح مستوى السكر ما بين (70-130 ملغم⁄ دسيلتر) إذا تم قياس مستوى السكر قبل تناول الوجبة. وأن يكون أقل من (180 ملغم⁄ دسيلتر)، إذا تم قياس مستوى السكر بعد تناول الوجبة بساعتين. أما إذا كان مستوى السكر أعلى من هذه المستويات، فيعتبر عندها مرض السكري خارجا عن السيطرة ويجب إخبار الطبيب للقيام بالتعديلات اللازمة للمحافظة على مستوى السكر ضمن الحدود المطلوبة.
بالإضافة إلى متابعة المريض لنفسه، يجب على الطبيب أيضاً متابعة حالة المريض من وقت إلى آخر. حيث يتم قياس مقدار السكر التراكمي (HBA1c) لدى المريض والذي يجب أن يكون أقل من 7 %، فإذا تحقق ذلك يتم إعادة إجراء هذا الفحص كل ستة أشهر. أما إذا كان مقدار السكري التراكمي أكثر من 7 %، فيتم اعتبار مرض السكري خارجا عن السيطرة، وهنا يجب على الطبيب أن يقوم بإجراء التعديلات اللازمة للتحكم بالمرض، ومن ثم يخبر المريض بضرورة إعادة زيارته بعد ثلاثة أشهر لإجراء الفحص مرة أخرى.
إعداد: زينب يحيى الصبح 
(دكتور صيدلة)
بإشراف: د. ساير العزام
قسم الصيدلة السريرية
كلية الصيدلة
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com