الثلاثاء، 7 فبراير 2012

اضطراب الطعام الليلي: أسبابه وعلاجه

عمان- هل تستيقظ في الصباح شاعرا بالشبع من دون تفسير ومن دون أن تتذكر أنك تناولت الطعام ليلا؟ هل تجد فتات أو بقايا طعام على وسادتك؟ هل تجد أغلفة أطعمة على الأرض أو في المطبخ صباحا؟ 
إن كانت أي من هذه الأمور تحدث معك، فإنك قد تكون مصابا باضطراب الطعام الليلي المتعلق بالنوم. وعلى الرغم من أن اسم هذا الاضطراب يوحي بأنه اضطراب متعلق بالطعام، إلا أنه لا يصنف كذلك بشكل دقيق، وإنما يقع ضمن اضطرابات النوم التي تتسم بقيام الشخص بنشاطات أو سلوكات معينة لا يعد القيام بها أثناء النوم أمرا طبيعيا، إلا أن القيام بها أثناء الاستيقاظ هو أمر طبيعي. لكن بعض الاختصاصيين يصنفون‎ ‎هذا الاضطراب بأنه خليط بين اضطراب النوم واضطراب الأكل.
وكما هو الحال لدى من يمشون نائمين، فإن من يأكلون أثناء النوم لا يتذكرون أنهم قاموا بذلك، إلا أنه في بعض الحالات قد تتبادر إلى أذهانهم مشاهد مبهمة مشابهة للحلم عن قيامهم بالأكل أثناء النوم.
هذا ما ذكره موقعا www.talkaboutsleep.com وmaddieruud.hubpages.com. وأضافا أن هذا الاضطراب يتسم بالتناول المفرط، أو ما يسمى أيضا بالقهري، للطعام، فضلا عن المشي أثناء النوم، كما ويتشابه مع هذين الاضطرابين بأعراض متعددة، من ضمنها النعاس المفرط نهارا والشعور بالقلق والضيق النفسي، وذلك فضلا عن احتمالية زيادة الوزن بشكل مفرط والاختناق أثناء تناول الطعام أثناء النوم والتعرض لإصابات من جراء الاستخدام الخاطئ لأدوات المطبخ، كالسكاكين، في تحضير الطعام.
وتجدر الإشارة إلى أن مصابي هذا الاضطراب عادة ما يفضلون أثناء نومهم تناول الأطعمة الغنية بالسكر أو الدهون، كما وأنهم قد يأكلون مواد غير صالحة للأكل، كالصابون.
 أما عن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا الاضطراب، فهي ليست معروفة تماما، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تساهم في ذلك، منها تعود الشخص على النوم وهو جائع، والالتزام بحمية طويلة الأمد لتخفيف الوزن. وهذا ما يجعل المصابين بالاضطراب المذكور يقومون بتناول الحلويات والمأكولات الدسمة أثناء نومهم كونهم يحرمون أنفسهم منها أثناء الاستيقاظ. فعندما يكون الشخص مستيقظا، فإنه يسيطر على نوع وكمية ما يتناوله من طعام. أما عندما يكون نائما، فإن الجسم يحصل على زمام الأمور ويحاول إعطاء الجسم ما يحتاجه من سعرات حرارية. فضلا عن ذلك، فإن ما يعيق الحصول على نوم هادئ من قلق واضطراب قد يؤدي إلى تناول الطعام أثناء النوم. كما وأن عامل الوراثة أيضا قد يلعب دورا في الإصابة بهذا الاضطراب.
ومن الجدير بالذكر أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد حصلت على تقارير تشير إلى أن بعض مستخدمي الدواء المنوم زولبايدم، المعروف تجاريا بالأمبيين، قد دخلوا في نوبات من الإفراط في تناول الطعام أثناء النوم، إلا أن ذلك ما يزال قيد الدراسة.
أما في ما يتعلق بكيفية علاج هذا الاضطراب، فقد أظهرت مضادات الاكتئاب من مجموعة المثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين SSRIs فعاليتها في بعض الحالات. أما الأدوية المنومة، فهي تزيد الأمر سوءا فقط، وذلك لما تسببه من تشوش ونعاس، ما يزيد احتمالية التعرض لإصابة ما أثناء الذهاب إلى المطبخ أو أثناء تحضير الطعام. كما وتعد التغذية السليمة أحد المقومات الأساسية في علاج هذا الاضطراب، حيث إن الحرمان من الطعام يسبب لجوء الجسم إلى اقتناص ما يحتاجه من غذاء وهو نائم. لذلك، ينصح بالالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن. كما أن شرب كوب من الحليب الدافئ يساعد في الحصول على نوم هادئ خال من نوبات تناول الطعام. فضلا عن ذلك، فلا بد من ذكر أهمية العلاج النفسي وتعلم أساليب الاسترخاء للحصول على نوم خال من الضغوطات النفسية التي قد تفضي إلى حدوث النوبات المذكورة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com