الأحد، 12 فبراير 2012

رفضا التخلي عن طفلتهما أو استبدالها

سهير بشناق  - أن تتعلق بأطفالك وتحبهم ,ولا تطيق فراقهم ,فتلك مشاعر طبيعية ,تقتضيها الأبوة أو الأمومة.
وليس غريبا ان نخاف على ابنائنا, وان ترتفع ايدينا للخالق عز وجل بالدعاء لهم بالصحة والشفاء ,ان مسهم مرض فهذه مشاعر أزلية تعيشها الامهات منذ لحظة تكون الجنين وانتهاء بولادته فيصبح أغلى كائن في حياتها  .
ولكن الامومة والأبوة ليست بيولوجيا كما في قصة «سارة» والاسم مستعار حرصا على طفولتها .
فلم تمر سوى ايام معدودات  على احتضانها,حتى ادرك والداها انها جزء من حياتهما معا واصبحت فكرة فقدانها مأساة حقيقية   
فلم تتجاوز اسبوعين عندما تم احتضانها من قبل الزوجين اللذين مضى على زواجهما 30عاما دون ان يرزقا بطفل, فوجدا فرصتهما بالاحتضان .
وتبعا لمستشارة وزيرة التنمية الاجتماعية لشؤون الاحتضان هيا ياسين فان الزوجين كانت فرحتهما بالطفلة كبيرة واقاما حفلة , لكن فرحتمها لم تكتمل ففي اليوم الثاني لانضمامها  للأسرة  ظهرت على الطفلة اعراض المرض وتم نقلها الى احدى المستشفيات الحكومية ووضعها في مركز العناية المركزة فقد اظهرت الفحوصات الاولية ان الطفلة تعاني من مرض وراثي قد يسبب لها اعاقة سمعية وبصرية بالمستقبل .
اصيب الزوجان بصدمة حقيقية فكيف يمكنهما فقدان الطفلة بسبب مرض ليس لهما أو لها علاقة به ولا يمكنا ان يفعلا شيئا حياله 
واضافت ياسين : لان مرض الطفلة وراثي كما بينت الفحوصات الطبية الاولية عرضنا عليهما اختيار طفلة اخرى من المؤسسة الاجتماعية وذهبا لاختيار طفلة لكنهما عجزا عن ذلك لان مشاعرهما تعلقت بالطفلة التي ترقد على سرير المرض .
واشارت ان الزوجين عادا الى المستشفى وكان قرارهما الاحتفاظ بالطفلة مهما كانت نتائج مرضها بالمستقبل وكانا يقفان على باب العناية المركزة بالمستشفى ليلاونهارا هما وافراد عائلتهما يدعون الله ان يمن بالشفاء على سارة .
وتقول ياسين : ان الطفلة بعد مرور اسابيع على بقائها بالمستشفى بدات تتعافى تدريجيا وكانت رحمة الله سبحانه وتعالى بها كبيرة وبقاء والديها بجانبها واصرارهما على الاقتراب منها وملامسة يديها والحديث معها وكانها شعرت بوجود من يحبها ويقف بجانبها فكان الشفاء نصيبها .
واضافت : لقد تعاطف الاطباء مع الطفلة كثيرا ومع والديها المحتضنين اللذين رافقوها في رحلة علاجها وقاموا باجراء فحوصات جديدة لها ليتبين لهم بانها لم تعد تعاني من اية اعراض لهذا المرض الوراثي واعتبروا ان ما اصيبت به عارضا صحيا يتشابه مع المرض الوراثي الذي يسبب لها مشاكل صحية بالمستقبل .
الطفلة  تبلغ من العمر الان « 11 « شهرا وتنعم بحياة صحية جيدة وتنعم بذات الوقت بحب كبير من قبل والديها. 
ويقول والدها  «بان الحب والعطف والحنان الذي يتشكل من اللحظة الاولى لرؤية طفل يأسر القلب «
هي قصة سارة وأبوين ,أصرا على الاحتفاظ بها ورعايتها بالرغم من معاناتها ,بما يعكس واقع الاحتضان الانساني الذي يجب ان يكون ليس لملء فراغ في اسرة غير قادرة على الانجاب فحسب بل بسبب الحب والشعور الحقيقي اتجاه الطفل المحتضن .  حالة  يعأان تجد لها نظائر كثيرة ,فهناك بالمقابل أسر تلقي باطفالها المعاقين لمراكز الرعاية وترفض زيارتهم وهناك أمهات يلقين  باطفالهن الى الشارع, قرب مسجد او حاوية, وهم حديثي الولادة لتكون المؤسسات بديلا عن الامهات

هناك تعليق واحد:

Tahsheesh.blogspot.com