الخميس، 9 فبراير 2012

كيف تتعاملين مع حساسية زوجك الشديدة وسرعة تاثره ؟

حساسية الزوج الزائدة الحساسية الشديدة وسرعة التأثر , كانا إلى حد قريب صفتين ملتصقتين بالنساء فقط , أو على الأقل هكذا يشيع في المجتمع , لكن هاهما الآن تظهران في منطقة آخرى , منطقة الرجال , فهولاء أيضاً ينزعجون لأسباب تافهة أو لتعليقات بسيطة , تثير حفيظتهم بشكل لا يكون متوقعاً أبداً.

'ألا تلاحظ أن وزنك زاد بعض الشيء ؟' , 'حصل زوج صديقتي على علاوة لتميزه في عمله ', أصبحت مثل هذه العبارات اليوم تثير حفيظة الرجال , بل وغضبهم , ومنهم من يشعر بالإهانة لأنه يعتبر نفسه معنياً بهذه التعليقات . حساسية الرجال تجاه أشياء قد تبدو لك تافهة فهي ليست أمراً نادراً , بل هي أمر بدأنا نلاحظ انتشاره في المجتمع , فبمجرد ملاحظة أو حركة بسيطة يسارع الرجل إلى تأويلها تأويلاً سلبياً , ويكون هذا التأويل خاطئاً في الغالب ,مما يسبب له تشنجاً وانزعاجاً وانفعالاً وربما غضباً شديداً, كما لو أنه تمت مهاجمته ونقده بشكل شخصي .

تقول الأخصائية النفسية فلورانس إسكارفاج مؤلفة كتاب 'الحب والذكاء' أن الرجل , سواء كان ذو شخصية قوية متميزة أم لا , فقد اعتاد على أن يكون محط الأنظار وأن يتلقى الإطراء والمديح وابداء الأستحسان حول مظهره , الذي بدأ يهتم به الرجل في عصرنا أكثر من أي عصر سابق, فلقد أصبح يعرف ان مظهره هو وسيلة من وسائل جاذبيته للمرأة وليس مجرد أكسسوار, حيث يمكن أن يعاني الرجل من انزعاجاً أو ضعفاً نرجسياً عندما يجد أن مظهره لا يتوافق مع المعايير المعتمدة في المجتمع من حوله , تقول فلورانس إسكارفاج ' لقد بات الرجال يتحكمون في صورتهم التي ينتجونها بأنفسم ويسوقونها , وينتظرون في المقابل , بوعي أو بدون وعي , أن يعود عليهم هذا الأستثمار بفائدة' .

الملاحظات التي تجرح الرجال

تبعاً لأستطلاع رأي أجراه في سبتمبر عام 2009 موقع للتعارف والعلاقات الإجتماعية عبر الأنترنت , وشارك فيه أكثر من ستة آلاف رجل , فإن الرجال في هذا الموقع أجابوا عن سؤال : ' ما هي الأشياء التي يمكن أن يجرحكم تلقي ملاحظة حولها ؟' وكانت الإجابات كالتالي

1- مظهري وشكلي: 29%

2- طريقة تصرفي أمام الناس: 18%

3- آرائي الدينية والسياسية: 11%

4- اختياراتي المهنية: 32%

5- معارفي: 10%

إذن , كما يمكن أن تزعج المرأة من عدم الإنتباه إليها , أو إلى تسريحتها الجديدة أو إلى ملابس جذبة ارتدتها, يمكن أيضاً أن ينزعج الرجل من أشياء أخرىعلى طريقته هو .

الحاجة إلى الثقة بالنفس

يقرر الرجل مدى تقديره لنفسه تبعاً لمدى تقديره لإمكانياته , خاصة , خاصة أن الرجل يعتبر نفسه الصياد الذي عليه أن يحضر الفريسة إلى العرين لكي يطعم أنثاه وأبناؤه , ومن هذه الإمكانات قدراته المهنية , أكثر من قدراته الشخصية , هذا يثبت أن ساحة العمل هي المكان الذي لا زال الرجل يخوض فيه أشرس المعارك منذ عصور ما قبل التاريخ إلى الأن , أما النساء , فلا يتأثرن كثيراً بهذه النوعية من القدرات لدى الرجل , ولا يعتبرنه مهماً كما يعتبره الرجال . لهذا , فقد يحدث بدون تلقائية أن تتحدث المرأة أمام زوجها عن كيف أن زوج صديقتها حصل مؤخراً على ترقية تلو الأخرى في وظيفته , مما يثير دون قصد حساسية الزوج الصياد بالفطرة .

احذر من الـ 'أنا'

وإذا كانت هناك حساسيات يثيرها ضعف الثقة بالنفس , فإن هناك حساسيات أخرى لدى بعض الرجال يمكن أن يثيرها شكل من أشكال الكبرياء , حيث يصاب بها كما تقول فلورانس إسكارفاج : ' الرجال الواثقون جداً بأنفسهم , الناجحون في حياتهم واللامعون في المجتمع ' . هذا النوع من الرجال يكون معتاداً على أن يُعامل معاملة مميزة من المجتمع , وأقل أهمال أو عدم إهتمام بهم , حتى داخل بيتهم , أو أي ملاحظة غير مقصودة يمكن أن تسبب لهم ألماً كبيراً . ما يحدث هو أن القناع الذي يرتدونه أمام المجتمع , والصورة المثالية التي يظهرون بها أماما الناس لا ينطليان على زوجاتهم في المنزل , الواتي يعرفن الحقيقة ويعرفن القناع , من خلال الحياة اليومية المشتركة , وبالتالي فإن الزوجة لا تنجرف وراء تيار المجاملات الذي يجرف العامة .

التعامل مع الحساسيات

لكي تتجنبي مثل هذه المواقف التي يمكن أن تثير حساسية زوجك وغضبه أو حزنه وأنفعاله , عليكي أولاً أن تعرفي ما هي حساسياته , وما هي نقط ضعفه. إن الأمر أشبه بميدان فيه ألغام , عليكي أن تحددي أماكنها حتى تمشي فيه بسلام . لكن هذا العمل لن تقومي به وحدك . إذن , على الزوج أن يعترف أولاً بأنه يعاني حساسية زائدة , لأنه إن استمر مصراً على كلمة 'لا , أنا لست حساساً ' فإنه لن يتغير , واعترافه بهذا العيب هو نصف الطريق إلى الحل.

الخطوة الثانية هي الأنتباه , انتبهي واحسبي الأخطار المحتملة من خلال معرفتك بزوجك , فلا تخوضي في موضوعات وتشبيهات أو ملاحظات يمكن أن تثير حفيظته . علماً بأن الكثير من الأقوال والتصرفات تأخذ معاني أخرى إذا ربطناها بأمور حصلت في الماضي.

الخطوة الثالثة , كوني دائماً مستعدة لتغيير طريقة قولك أو إصلاحه قبل فوات الأوان , إن شعرتِ بأن الأمور بدأت تأخذ منحنى سلبياً , وذلك حتى تقنعي زوجك بأنكِ لا تقصدي ما فهمه.

وأخيراً , يجب أن تقدري زوجك , أو على الأقل أن تشعريه بأنك تقدرينه ومهتمة به . إنكِ بهذا تقطعين الطريق على أي سوء تفاهم يمكن أن يحدث . حسني طريقة كلامكِ معه إلى طريقة أكثر لطفاً ورقة ودفئاً سلطي الضوء على مميزاته وشجعي اختياراته , سواء في المجال المهني أو غيره.

ومن جهته , فإن أسلوبك الجديد في التعامل معه, سيدفعه بلا شك إلى الوعي بحساسيته الزائدة نحو آراء الآخرين فيه , وسيدفعه إلى محاولة تغيير نفسه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com