الأربعاء، 8 فبراير 2012

جريمة إسمها القتـل الرحيم

بسبب ما يلحق ببعض المرضى من عذابات جسمية ومعنوية، وأولئك الذين لا يستطيعون اتخاذ القرار بأنفسهم، كالأطفال والمصابين بحالات الغيبوبة الدائمة، والألم والعذاب والاستنزاف المادي الذي يعانيه المريض وأهله الميئوس من علاجه ؛ راحت بعض النخب الثقافية بالترويج والدفاع والتبرير للقتل الرحيم ، والبحث عن غطاء شرعي لذلك، بالرغم مما يشوب تلك الدعوات من آراء متضاربة إلى درجة التشابك. 



  عمار الجنيدي

ما زالت قضية القتل الرحيم ،تبحث عن مسوغ قانوني شرعي لها في العالم الغربي والأوروبي  تحديدا.
وبالرغم من أنها غير موجودة- بمعنى مفعلة -  في العالمين العربي والإسلامي بسبب تحريمها دينيا وتجريما قانونيا وشرعيا والتعامل معها على أساس أنها جريمة بحق الإنسانية ، متكئين على نصوص قرآنية واضحة : «ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق»، صدق الله العظيم.
فالقتل الرحيم؛ ما زال قتلا رغم مسوغات الرحمة التي يبررها الكثيرون ، ويشكّل إهانة بشرية حين يتم التعامل مع الإنسان على انه حيوان يجب قتله حينما يمرض كي لا يتعذّب.
فبسبب ما يلحق ببعض المرضى من عذابات جسمية ومعنوية، وأولئك الذين لا يستطيعون اتخاذ القرار بأنفسهم، كالأطفال والمصابين بحالات الغيبوبة الدائمة، والألم والعذاب والاستنزاف المادي الذي يعانيه المريض وأهله الميئوس من علاجه ؛ راحت بعض النخب الثقافية بالترويج والدفاع والتبرير للقتل الرحيم ، والبحث عن غطاء شرعي لذلك، بالرغم مما يشوب تلك الدعوات من آراء متضاربة إلى درجة التشابك.
  أن الإجماع حول هذا الموضوع لا يمكن اتخاذ القرار بشأنه لحسم المسالة، بما يحيطه من إشكاليات إنسانية ودينية وقانونية وأعراف اجتماعية وثقافية، ووصفه بالانحطاط والوحشية ، حتى أن البعض ادخله في حانة الإرهاب بما فيه من تطاول وإساءة على حقوق الإنسان بداعي الشفقة والرحمة؛ فمن يقتل سيحمل وزر المقتول إلى يوم القيامة، لكن الإنسان الغربي وبالرغم من التطور الهائل الذي وصل إليه ، يقف عاجزا أمام ما يعانيه المريض من آلام مزمنة، فالمجتمع الغربي ينظر إلى الأمر نظرة مادية بحتة ، وما يعانيه المريض وأهله أيضا من حجم التكلفة المادية الباهظة المترتبة على بعض الأمراض المستعصية.
نظرة الديانات السماوية الثلاث التي حرّمت القتل بأشكاله المختلفة ، سواء كان رحيما أو غير ذلك ، لأنها تقرر أن الله ارحم بعباده من البشر بأنفسهم ، فشجّعت على الحياة لا على القتل باسم الرحمة ، وعليه فإن الجدل الطبي حول هذه القضية ما زال مشرّعا ، لكن الطب وحده سيظل عاجزا أمام النظرة الدينية التي لا تضع هذا القتل إلا تحت مسمّى القتل ، حتى ولو كان رحيما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com