الأربعاء، 15 فبراير 2012

إنتبه لحلقك وتفادى الڤيروسات الموسمية

لائحة الالتهابات التنفسية الموسمية، تطول وتحيرنا فمن التهاب الحلق (اللوزتان)، إلى التهاب الحنجرة، وصولاً إلى التهاب البلعوم… فأوتاركم الصوتية تحتاج إلى الدفء والدلال في الشتاء لمقاومة الفيروسات العنيدة.
ومن المتعارف عليه طبيا ان  الحلق ؛ يصبح  في الشتاء منطقة حساسة تشرّع الأبواب أمام الجراثيم والميكروبات بأنواعها كافةً. كذلك تتحين الفيروسات والبكتيريا فرصة الانقضاض عليه، ويساعدها في ذلك التدخين والتلوث ناهيك بتباطؤ الدفاعات المناعية جرّاء أوجه النقص في التغذية. بيد أن استئصال المرض ممكن تلافياً لازدياد حدّة الالتهاب. عليكم بالأوشحة والأعشاب المغلية والفيتامينات للاهتمام بأوتاركم الصوتية بغية تمضية الشتاء بصحةٍ جيدة



 إضعاف الدفاعات المناعية

 يتصدر التهاب الحلق الالتهابات التي ترافق فصل الشتاء، ويُعزى الألم في هذه المنطقة إلى فيروس ما غالباً، ذلك أن البرد يساهم في إضعاف الدفاعات المناعية. نظراً إلى وفرة الفيروسات في هذا الفصل، من غير المستغرب أن تفضي إلى أمراض الحلق. أما حالات الالتهاب الأخرى، فتُعزى إلى البكتيريا، وقد يتفاقم ألم الحلق نتيجةً لعوامل خارجية كالتدخين، أو الحساسية أو التلوث.
 ثقوا بدفاعاتكم المناعية للقضاء على ألم الحلق الناتج من فيروس في غضون 48 ساعةً.
 فالأعراض تزول بشكلٍ تلقائي غالباً، بمساعدةٍ من الطرق والعلاجات المنزلية التقليدية.
 لهذا :لا تهرعوا إلى الطبيب عند أوّل التهاب!

بكتيريا الحلق..خطيرة
لكن يختلف الوضع إن اتّضح أن ألم الحلق متأتٍ عن بكتيريا. في هذه الحالة، يكون اللجوء إلى المضادات الحيوية سبيلكم الوحيد إلى الشفاء، ويعود القرار إلى طبيبكم الذي يعمد إلى إجراء فحص تشخيص يقضي باستخراج بعض الإفرازات ووضعها في أنبوب صغير فيه كاشف.
 يفيد شريطٌ يُدخل إلى الرُسابة بالنتيجة المتمثلة بوجود العِقديات (streptococcus) التي تثبت أن التهاب الحلق عائد إلى بكتيريا.
في جميع الأحوال، إن استمر ألم الحلق لثلاثة أيام أو إن كان مصحوباً بحرارةٍ مرتفعة، لا بدّ لكم من زيارة طبيب الصحة العامة.

مشكلة التلوث العامة
قد تؤثر ملازمة المنزل للشفاء سلباً على وضع حلقكم إن لم تتنبّهوا إلى تعقيم بيتكم، لذا ودعوا التدخين والدخان لأن التبغ عدو الحلق اللدود. انسوا علبة السجائر ريثما تشفون.
تخلّصوا من الطفيليات والغبار ومن عوامل الالتهاب الأخرى. لا تحبسوا أنفسكم في غرفةٍ تبلغ حرارتها 30 درجة مئوية ورطّبوا الجو باستخدام مرطّب تجدونه في الصيدليات، يستخدم للتخفيف من الجفاف الناتج جزئياً من أجهزة التدفئة.
لا تنسوا التهوية لتجديد هواء الغرفة، وتجنّبوا مكيّفات الهواء التي قد تكون مسؤولة عن أمراض الحلق المتكرّرة.
 
صوتكم..والمرض !
إن كان حلقكم يُظهر أولى علامات الألم، حاولوا ألاّ تفقدوا صوتكم. لذلك تحاشوا السهرات والحفلات الصاخبة حيث تضطرون إلى التكلّم بصوت عال. تحاشوا أيضاً التحدّث لفتراتٍ طويلة.
احموا أوتاركم الصوتية وأريحوها قدر الإمكان، وأمّنوا الدفء لحلقكم. اختاروا وشاحاً من الحرير يزعجكم أقل من وشاحٍ من الصوف، وتلفّحوا به حتى ولو لم تخرجوا في البرد.

حلول عبر الغذاء
للتغذية دور في عملية الشفاء. تعود الأولوية إلى تعزيز دفاعاتكم المناعية لمساعدتها على محاربة الفيروس. أما بطل محاربة الجراثيم فهو بلا منازع الفيتامين C. استهلكوا الخضار والفاكهة الغنية بمضادات الأكسدة، وتغرغروا كل صباح بعصير الليمون الطازج الذي، بالإضافة إلى احتوائه على كمية كبيرة من الفيتامين C، يُعَدّ مطهّراً فاعلاً. بإمكانكم أيضاً إضافة الثوم إلى وجباتكم، إذ إنّه يساهم في تطهير منطقة الالتهاب.
تناولوا أطعمة غنية بالزنك كالسمك أو الحبوب لتعزيز إنتاج الأجسام المضادة، واشربوا كثيراً من الماء لمحاربة جفاف الحلق وإعادة تشكل المُخاط. تجنّبوا الأطعمة الكثيرة الملح أو الحموضة تلافياً لالتهاب الغشاء المخاطي.
 
 العطور ..ربما تمنح العلاج
للشفاء رائحة؛ وهي طبعاً لا تتجسّد في دخان البخور المزعج، بل في جو يفوح منه عبق الزيوت الأساسية أو العطرية لتطهير الهواء داخل الغرفة ولتهدئة التهابكم. انشروا مثلاً لربع ساعة رائحة الزيوت الأساسية المستخرجة من الأوكاليبتوس أو شجرة الكينا.
يمكنكم ابتلاع قطرة من زيت الصعتر بعد وضعها على قطعةٍ من السكر تترك لتذوب تحت اللسان. يمكنكم تناولها من أربع إلى ست مرات يومياً في حالة التهاب الحلق. ستقوم كبسولات زيت الـ ravensare المضادة للفيروسات والبكتيريا بدور المطهّر.
لتخفيف الألم، يمكنكم مزج قطرة من زيت شجرة الشاي وقطرة من النعناع الفلفلي وقطرة من الصنوبر البري مع ملعقة من العسل تضيفونها إلى زهورات الصعتر المغلي. هذه العلاجات بسيطة، لكنّها تخفّف كثيراً من حدّة الألم.

 استهلكوا مزيداً من السمك
  كيف نعتني بأنفسنا في حال انتشار الالتهاب؟.
 لكن الأهم هو الوقاية الاستباقية كي نحمي حلقنا في مختلف الفصول، فالأولوية هي لتعزيز الدفاعات المناعية من خلال الحرص على توازنٍ سليم في النبيت الجرثومي المعوي (intestinal flora). لا ننسى أن الزنك والفيتامين D بالغا الأهمية في عملية المناعة، وتلافياً لنقص الفيتامين D، استهلكوا مزيداً من السمك، ولا تنسوا التعرّض للشمس لزيادة إنتاج هذا الفيتامين.

 التمييز بين التهابات
 الحلق   والحنجرة والبلعوم؟
•  التهاب حلق فيروسي أم جرثومي؟
عندما يلتهب الحلق تلتهب اللوزتان، وتتمثل الأعراض بالتهاب حاد يجعل عملية البلع مؤلمة. تضاف إلى ذلك مجموعة من العوارض المزعجة من التعب إلى سيلان الأنف فالحرارة وآلام الرأس. يُعزى الالتهاب غالباً إلى الفيروسات (التهاب الحلق الفيروسي). أما التهاب الحلق الجرثومي الذي يتسم بنقاطٍ بيضاء تظهر في عمق الحلق، فهو يتأتى عن البكتيريا ويستلزم زيارة الطبيب ليصف لكم مضادات حيوية ستساعدكم على التخلص من المرض.
من الضروري الكشف عن الالتهاب الجرثومي ومداواته بالمضادات الحيوية لأنّه إن كان مرتبطاً بوجود عِقدية بيتا حالّة للدم من فئة B (Group B Beta Hemolytic Streptococcus) يبرز خطر حصول مضاعفات موضعية أو عامة، وقد تكون هذه المضاعفات على رغم ندرتها خطيرة. يشار إلى أن الالتهاب الفيروسي قد يلتقط أحياناً عدوىً إضافية فيتحول إلى التهاب جرثومي. بالتالي، يستحسن القضاء عليه قبل أن تصبح الاستشارة ضرورية.

 فقدان الصوت
يؤثر التهاب الحنجرة على أوتاركم الصوتية، إذ إنّه قد يتحول من ألم في الحلق إلى فقدان للصوت. يُعزى هذا النوع من الالتهاب إلى الفيروسات خصوصاً، ويظهر من خلال السعال الجاف وبحّة الصوت وقد يرتبط بالإنفلونزا. يجب إعطاء الأولوية لتدفئة الأوتار الصوتية وتليين الحلق من خلال شرب الشاي المغلي وتناول أقراص عِكْبر النحل (propolis)، والأهم هو ألاّ ترهقوا صوتكم في هذه الفترة.

 التهاب البلعوم شتاءً
إن لاحظتم أنّ العقدتين الموجودتين عند طرفي العنق منتفختان، يكون الالتهاب قريباً من البلعوم، ويؤدي إلى صعوبةٍ في البلع مصحوبةٍ بألمٍ مستمر في الحلق.
لا يوفر التهاب البلعوم صغار السّن في فترات البرد، وحينما يأتي مقروناً بسيلانٍ قوي في الأنف، نتحدّث عن التهاب البلعوم الأنفي (rhinopharyngitis) الذي يعرفه الأهل جيّداً. هذا الالتهاب يضعف منطقة الأنف والأذن والحنجرة وقد يؤدي في بعض الحالات إلى التهاب الجيوب الأنفية أو الأذن. أما نقطته المشتركة مع التهاب اللوزتين فهي أنّه قد يتأتى عن فيروس أو بكتيريا، ما يستدعي اللجوء إلى المضادات الحيوية.
للتماثل سريعاً للشفاء، نظّفوا أنفكم بواسطة محلولٍ ملحي (Stérimar, Rhinolaya, Humer…)، الغني بعناصر صغرى تطهّر الأنف وتزيل احتقانه. أخيراً، اشربوا كثيراً من الماء لتهدئة ألم الحلق.
•  هل يتأتى ألم الحلق عن المعدة؟
التهاب متكرّر وسعال… قد يكون ألم الحلق مرتبطاً بمشاكلٍ في الهضم ومن بينها الارتجاع المعدي المرئي الذي يعود إلى فائضٍ في حموضة المعدة يسبّب سعالاً مستمراً مزعجاً. في هذه الحالة، لا تعود علاجات آلام الحلق التقليدية بالفائدة، وتساهم في جعل هذه المشكلة غير المشخّصة مزمنة. في عددٍ من الحالات، يستطيع التغيير البسيط في النظام الغذائي حل المشكلة. تناولوا الطعام ببطء وهدوء وتجنبوا الأطعمة الدسمة والمشروبات الغازية والقهوة… وحينما تنامون، ارفعوا رأسكم قليلاً عن الفراش بواسطة مخدةٍ مثلاً.
•  ثقوا بالزهورات!
لا آثار جانبية للنباتات والأعشاب الطبيعية، وهي تساعد على تخفيف الألم. ينصح الخبراء بهذه الأعشاب بزهورات القصعين والبابونج مع ملعقة عسل لتليين الأوتار الصوتية. أمّا زهورات عشبة فجل الجمال المغلية فتساعد على مداواة بحة الصوت والتهاب الحنجرة. بدورها، تضطلع زهورات الصعتر والليمون بدور المطهّر الطبيعي لتعقيم حلقكم، ولنبتة القنفذية (Echinacea) أثر إيجابي أكيد على المناعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com