الاثنين، 6 فبراير 2012

المشاكل و الضغوط النفسية بين سن الستين و السبعين

د. نايف محمد الرشيدات - أخصائي الطب النفسي  (العلاج السلوكي)
يميل الناس بين سن (60 –70 ) سنة إلى الاستقلالية و الانعزال في البيت و التودد عن قرب لاقرب الناس إليهم  بالإضافة إلى بقائهم على اتصال مستمر مع أبنائهم حتى و لو كانوا بعيدين عنهم في المسكن , و عادة ما يتودد الشخص في هذه السن لابنته اكثر من ابنه و التي هي بدورها كثيراً ما تعطف على أبويها و تهتم بهما اكثر من الابن لطبيعتها العاطفية و التصاقها الشديد بأهلها حتى بعد الزواج .
و في هذه السن عادة ما ينشأ الانفصال عن الانعزالية تدريجياً و ما يعقبه من ضعف الروابط  الاجتماعية  و أحيانا يصبح الانعزال  أمرا لا مفر منه  و يتكيف الشخص مع الوضع الجديد و يتقبله و قد يستمر في التكيف مع مرض عضوي و أحيانا يعاني من أعراض الاكتئاب نتيجة الإحباط و العزلة , حيث لا يوجد ما يشغل وقت فراغه بالإضافة إلى أن هذه السن هي سن التقاعد من الوظيفة و التي تعتبر من أهم عوامل مرض الاكتئاب هنا و يلاحظ هذا بكثرة في المجتمعات المدنية المتحضرة اكثر منه في الأرياف . و هذا لا يمنع من أن الأشخاص في هذه السن إذا استطاعوا أن يخططوا لحياتهم ما بعد سن التقاعد و يشغلون أوقات فراغهم في عمل يناسب سنهم و مؤهلاتهم فإنهم يستطيعون أن يتغلبوا على الوحدة و الانعزال و أعراض الاكتئاب.
.و قد يعاني الشخص في هذه السن من ضعف الروابط  و الصداقات التي كانت تربطه بزملائه في العمل قبل التقاعد و بالتالي إلى ضعف العلاقة بين أفراد عائلته و يكثر في مجالسه العائلية من تذكر أمجاد الماضي و يكررها باستمرار و في كل مناسبة و كأنه ينكر وضعه الحالي من الانعزال و السكون في البيت و التي  أحيانا ما يصاحبها تلف تدريجي في خلايا الدماغ .
و يختلف الوضع بالنسبة للمرأة حيث أنها في هذه السن تحافظ على علاقتها القوية بأولادها و بناتها و تبقى هي الأساس في الاستقرار العاطفي و الاجتماعي في الأسرة , أما علاقة المرأة بعائلتها كأخوتها فعادة تكون مستقرة على الرغم من وجود مؤشرات لضعف تلك الرابطة و ذلك بسبب وفاة أحد الوالدين أو كلاهما بالإضافة إلى فقدان الزوج في هذه السن .
و تشعر المرأة الأرملة أحيانا بالانعزال و الانطواء لأنها لم تكيف نفسها أثناء الزواج للحياة بما فيها من مهارات اجتماعية بدون زوج كان يشاركها حياتها الزوجية بحلوها و مرها .
و في هذه السن تدخل المرأة أحيانا المستشفى إذا أصيبت بمرض عضوي بالإضافة إلى العزلة الاجتماعية و خاصة إذا كانت أرملة أو مطلقة . لذا فالأمراض و الضغوط النفسية تزداد نسبتها في هذه السن عندما  يتزايد تأثير العوامل الاجتماعية المختلفة من تفرق الأصحاب و الأحباب و العزلة الاجتماعية التي تعقبها بالإضافة إلى الأمراض العضوية المصاحبة التي تؤدي إلى زيادة الأعراض السابقة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com